وسط مشاعر مختلطة امتزج فيها الحزن بالفخر والاعتزاز، استقبل أمس في مطار الأمير نايف بن عبدالعزيز بالقصيم جثمان الشهيد وكيل الرقيب خالد شبيكان العنزي الموظف في السفارة السعودية في اليمن الذي اغتالته أيادي الغدر أمس الأول في صنعاء. وكان في استقبال الجثمان إلى جانب أفراد عائلة الشهيد عدد من القادة والضباط العسكريين، ومدير عام المطار محمد عايد المجلاد. وعبر والد وأشقاء الشهيد عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو وزير الداخلية، على اهتمامهم بقضية اغتيال ابنهم، وأكدوا أنهم على ثقة بأن الجناة الغادرين لن يفلتوا من أيدي العدالة، وسينالون جزاءهم على ما اقترفوه من عمل غادر. وأشاروا إلى أنهم وبقدر حزنهم الشديد على فراق خالد، إلا أنهم يشعرون بالفخر والاعتزاز لاستشهاده وهو في موقع شرف خدمة الوطن. من جانبه قال ل«عكاظ» شقيقه نايف: «مصابنا كبير في وفاة خالد، وعزاؤنا أنه شهيد وطن» وأضاف «اتصل بنا في الليلة التي سبقت اغتياله، وكان يؤكد قرب قدومه لزيارتنا في بريدة، لأنه في شوق لرؤية ابنته عروب وابنه إلياس». وأضاف بنبرة حزن، إن كل من عرف خالد يجعله قريبا من قلبه لخصاله الحميدة، وأخلاقه العالية، واحترامه للكبير والصغير من أفراد العائلة والأقارب، مبينا نايف أن خالد يرحمه الله كان في بريدة منذ شهر ونصف، قريبا من ابنته عروب (5 سنوات) وابنه إلياس (5 شهور)، حريصا على اصطحاب ابنته معه في كثير من الأحيان لتعلقها الكبير به خاصة في الأيام الأخيرة التي سبقت سفره إلى صنعاء لأداء واجباته في سفارة المملكة هناك. السفير الحمدان ل «عكاظ»: الأعمال الدنيئة لن تؤثر على علاقاتنا بصنعاء محمد طالب الأحمدي (هاتفيا، صنعاء) أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن علي بن محمد الحمدان على متانة العلاقات السعودية اليمنية، وتميزها على كافة المستويات الدبلوماسية والشعبية. وقال في تصريح ل «عكاظ»: إن هذه الأعمال الدنيئة التي يمارسها المخربون لم ولن تؤثر في علاقاتنا الثنائية، سواء فيما يتصل باغتيال الشهيد خالد العنزي، أو اختطاف نائب القنصل في عدن عبدالله الخالدي. وأوضح السفير أنه تلقى اتصالات من رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي، ووزراء الخارجية، والداخلية، والدفاع، يستنكرون فيها العمل الإجرامي الذي استهدف الموظف في الملحقية العسكرية العنزي، وقال «لقد شددوا جميعا، وبالذات رئيس الجمهورية، على أن السلطات اليمنية لن تألو جهدا في سبيل ملاحقة الجناة والقبض عليهم، وتقديمهم للعدالة، مؤكدين على قوة العلاقات الثنائية بين البلدين». وإلى تفاصيل الحادثة، أشار السفير الحمدان إلى أنه عاين جثمان الشهيد العنزي، واطلع على المحاضر الأمنية، إذ تفيد باختراق 17 طلقة نارية السيارة التي كان يستقلها الدبلوماسي ومرافقه، وقد توزعت عدة طلقات على جسد العنزي، ما بين رأسه وصدره وأحشائه. سيارة قتلة العنزي مسروقة من قاضي محكمة صنعاء اليمن تخصص 5 ملايين مكافأة لمن يكشف مخبأ الجناة أحمد الشميري (صنعاء) أعلنت اللجنة الأمنية العليا في اليمن عن مكافأة قدرها خمسة ملايين ريال (ما يعادل 87 ألف ريال سعودي) لمن يدلي بمعلومات أكيدة تؤدي إلى ضبط الجناة والسيارة التي استخدمها المجرمون في اغتيال الدبلوماسي السعودي خالد العنزي ومرافقه اليمني جلال سبيتان في صنعاء أول من أمس. إلى ذلك، عقدت اللجنة الأمنية اليمنية العليا اجتماعا استثنائيا تناولت فيه حادثة مقتل العنزي، وقالت اللجنة في بيان لها إنها وقفت في اجتماعها الاستثنائي أمام الحادث الإجرامي الجبان الذي استهدف الأخ خالد شبيكان العنزي أحد العاملين في الملحقية العسكرية بسفارة المملكة بصنعاء ومرافقه الجندي جلال شيبان من منتسبي الشرطة العسكرية اليمنية في منطقة بيت زبطان شارع الخمسين ظهر الأربعاء. وعبرت اللجنة عن إدانتها للفعل الإجرامي الجبان، وقدمت التعازي الحارة لأسرة الشهيدين، مؤكدة أن الأجهزة الأمنية المختصة ستبذل كافة الجهود لكشف ملابسات الحادث والقبض على العناصر الإجرامية التي قامت بذلك وإحالتها إلى القضاء لتنال جزاءها الرادع والعادل. كما دعت اللجنة الأمنية العليا مواطني بلادها إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أية معلومات قد تساعد في كشف ملابسات العملية الإرهابية أو العناصر الإجرامية التي قامت بذلك. وذكرت اللجنة أن العمل الجبان استهدف إرباك الأوضاع الأمنية والسعي للإساءة إلى العلاقات المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين المملكة والجمهورية اليمنية. كما خصصت اللجنة مبلغ خمسة ملايين ريال لمن يدلي بمعلومات أكيدة تؤدي إلى ضبط الجناة والسيارة التي استخدمت في ارتكاب الجريمة والموضحة بياناتها (سيارة دفع رباعي (جيب) لون فضي تحمل رقم 1/88215). إلى ذلك، يجري فريق متخصص في البحث الجنائي والاستخبارات تحريات واسعة في عدد من ضواحي العاصمة صنعاء وخاصة في المناطق النائية في شارع الخمسين والقرى المطلة عليها. وأوضحت مصادر أمنية يمنية ل«عكاظ» أن فرق مدنية من جهازي الاستخبارات اليمنية والبحث الجنائي انتشرت في المناطق النائية التي يرجح أن تكون السيارة ومنفذي الهجوم قد لجؤا إلى أحد بيوتها. فيما تتجه الأنظار صوب المناطق الجبلية والقبلية التي دائما ما يلجأ إليها المجرمون بغية الاحتماء. استدعاء قاضي محكمة صنعاء وكشفت مصادر «عكاظ» أن الجهات الأمنية تواصلت مع أسرة مالك السيارة التي استقلها المسلحان، وهو القاضي في محكمة صنعاء نعمان سعيد القدسي، وأفادت أنه يتلقى العلاج في العاصمة المصرية القاهرة، واتصلت به هاتفيا، حيث أفاد أن سيارته مسروقة، وجرى قيد البلاغ لدى السلطات منذ فقدانها قبل ثلاثة أشهر، وقال لهم: «لا يمكن أن أفكر في عمل كهذا، فالدبلوماسي العنزي ليس ابن المملكة فحسب، بل هو ابن اليمن، ودمه لن نتهاون فيه، ولن نتساهل في البحث عن قتلته». من جهة أخرى، ودع سفير المملكة في اليمن جثمان الدبلوماسي السعودي خالد العنزي الذي تم نقله في طائرة خاصة إلى المملكة في الحادية عشرة من ظهر أمس.