إذا كانت الأذن تعشق قبل العين أحيانا، فإن العين (تكفش) دون اليد أحيانا، وأكثر ما يخيف سارق الحي ويردعه هو تواجد عيون خفية تراقبه وتتعرف عليه ثم تشهد ضده، فليس بالضرورة ولا بالإمكان أن تتواجد دوريات الأمن كاملة التجهيز في كل حي وفي كل وقت، بل الأجدى من ذلك وأوفر هو أن تجوب الأحياء دورية صغيرة استكشافية مهمتها فقط التبليغ عن أي مشتبه به عبر اتصال لا سلكي مباشر بمركز الدوريات الأمنية، والاستمرار في مراقبة تحركات المشتبه به حتى وصول الدورية الأمنية المخولة باستجوابه. هذا المقترح طرحته منذ أربع سنوات في هذه الزاوية بعنوان (أحياء لا تسرق)، ولا يزال لدي كبير أمل في تطبيقه اليوم أكثر من أي وقت مضى، ليس لتزايد حالات السطو على المنازل والسيارات والمحلات وحسب، بل لأن الحاجة لتوظيف شباب سعودي في مثل هذه الوظائف الرقابية الأمنية أصبح أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. لا يحتاج الأمر إلى شركات حراسات أمنية وعقود مبالغ فيها وتأخير رواتب وخلافه من تعقيدات، فإمارة المنطقة أو شرطة المنطقة تستطيع إدارة هذا الأمر بيسر وسهولة وبأقل التكاليف، فالأمر لا يحتاج لأكثر من سيارة جيب قطع ربع أو اثنتين فقط لكل حي مزودة بجهاز لا سلكي وفرد يجوب بها الحي ليلا ومهمته الوحيدة تسجيل الملاحظات لا سلكيا والتبليغ عن حالات الاشتباه، والإجراء ليس جديدا، بل جرب في السابق في وظائف العسس، إلا أن فارق المساحات يستوجب السيارة بدلا من الأرجل وجهاز اللا سلكي بدلا من الصفارة، وإلغاء للعصا أو (العجرا) التي كانت وبالا على حاملها من العسس أحيانا، فالمبلغ في هذه الفكرة المطورة لا يحتاج إلى تسليح. عدو اللص (كل اللصوص) المراقبة أو مجرد توقع المراقبة، فصفارة العسس كانت تصدر من شيخ عجوز بردان يعتمر قبعة في ركن خفي ومصدر مجهول، لكنها أقرب للسارق من أذنه وأكثر رعبا من صوت وأضواء دورية يعرف مصدرها فيهرب في اتجاه معاكس. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 262 مسافة ثم الرسالة www.alehaidib.com