بعيدا عن الجمعيات الرسمية والعمومية كون الثلاثي محمد الشهري وأحمد الخزمري وسعيد قمحاوي باجتهادات شخصية مجموعة مسار التشكيلية منذ أكثر من خمسة عشر عاما وأخذت على عاتقها الارتقاء بالفن التشكيلي السعودي، مجموعة شباب كان ولا زال همهم هو فنهم وتطلعاتهم واكبت آمالهم ولم تكتمل الصورة بالإطار إلا بحرصهم على تقديم نماذج تشكيلية واعية تنقلت بين الواقعية والتجريد كل منهم قدم تجارب مميزة سجلت في سيرته الذاتية إضافة الى إقامتهم لمعارضهم الشخصية التي عرفتهم بالمتلقي، ان ما يجمع الفنانين الثلاثة هو ارتباطهم الوثيق بتراث وحضارة المملكة بكافة تفاصيلها ورموزها المستوحاة من البيئة الجنوبية مسقط رأس التشكيليين، ولعل دراستهم الأكاديمية للفنون أهلتهم أن يقدموا فنا راقيا محترفا يسهم بشكل فاعل في الارتقاء بفنون الساحة التشكيلية السعودية، ان البيئة والموروث الشعبي والمفردات التشكيلية الحديثة كانت هاجس مجموعة مسار، حيث حققوا أثرا فنيا معاصرا أتت جذوره من البيئة السعودية المحلية بخصوصية متفردة ليصلوا إلى تحقيق مفهوم التراث، لقد أثروا بالتأكيد في هوية الأثر الفني عبر مضامين وملامح إنسانية عربية خاصة من خلال هموم وقضايا الإنسان العربي عبر معطيات تراثية للون والخط معا بصياغة تشكيلية مستمدة الإرث الحضاري الإسلامي بكافة رموزه وأشكاله وألوانه التي باتت قاسما مشتركا في أعمالهم، فنجد محمد الشهري اتخذ في بعض أعماله رموزا دينية وتراثية وبيئية دللت على مهارة الفنان في استخدامه لتلك الرموز في لوحاته وفي أعماله الأخيرة ربط تجريداته اللونية بأصالة الخيل العربي بوحدة لونية نقلت وارتقت بتجربته الفنية وأحمد الخزمري نجح في تجريد ألوان بيئة المنطقة الجنوبية وترميزها بضربات الفرشاة وبحداثة لونية لم تفقدها الأصالة التاريخية، أما سعيد قمحاوي فولف بين الحرف العربي والزخرفة الإسلامية، لتقديم نماذج ملائمة لتحقيق فكره المفاهيمي بأسلوب عصري بتيار واتجاه مختلف بصبغة ثقافية، ويستعد الثلاثي لتقديم معرضهم «مسار الخامس» في المركز السعودي للفنون التشكيلية ليقدموا أحدث أعمالهم الفنية بتقنيات عالية ويقول أحمد الخزمري عن المعرض «مسار الخامس هو امتداد للمعارض السابقة إلا أنه في هذا العام سيكون مختلفا من حيث التقنية المستخدمة إضافة إلى الإخراج الموحد للأعمال».