في الوقت الذي تحولت الساحة التشكيلية السعودية إلى منافسة جادة بين الفنانين والفنانات في إقامة المعارض الشخصية والمشاركة في معارض جماعية لتدلل على هوية ونهج الفنان تظهر أعمال فنية وتجارب أصيلة لنماذج أقرب إلى تشكيل المشهد الفني خلال الفترة المقبلة. محمد الشهري، سعيد قمحاوي، أحمد الخزمري وقصة نجاح مع مجموعة «مسار التشكيلية» حتماً هناك قاسم مشترك بين أعمال الثلاثي الخلوق وهي إضاءات جمالية أصيلة تنبع جميعها من نشأتهم في منطقة واحدة ألا وهي جنوب الأصالة والعراقة، حيث اتضح استلهامهم لزخارفهم الشعبية ورموزهم المحلية من بيئتهم الجنوبية والتي عكست بالطبع طابع الحياة الجميلة بنقلهم ما تحمله المنطقة الجنوبية من قيم فنية وجمالية وتعبيرية حملت لوحاتهم ثقافة وعكست وضعا اجتماعيا، حققوا توازنا جميلا وتنوعا ساحرا وانسجاماً مثيراً للعين، ألوانهم صافية تجد فيها لون الشمس وألوان الصحراء وجبالها الشامخة، استلهموا عناصر الطبيعة المحيطة وكل له أسلوب يميزه عن الآخر ولم يغفلوا في أعمالهم تلك الروحانية الجميلة بإسقاطاتهم لبيت الله الحرام في كثير من أعمالهم لتدلل على هوياتهم وثقافاتهم الدينية النابعة من قيم الزمان والمكان. مجموعة مسار هي تحول حقيقي في المحترف المحلي بتيار متسارع مع إيقاعات العصر اللونية لقد استثمروا الزخرفة بشكل عام، محولين لوحاتهم إلى مغامرات وجودية بتمثيل استثنائي وببصمات فنية وخصائص انفعالية تسابق العين إلى زوايا أعمالهم المختلفة، إنها أعمال وتجارب أصيلة جمعت بين الأقطار الثلاثة ليولد الإبداع في تجريد العناصر، سواء الزخرفية أو تجريد المظاهر الدينية في أعمال تسهم في الارتقاء بالساحة التشكيلية السعودية. الثلاثي الخلوق اقترن فنهم بثقافتهم العالية تجاه الفنون البصرية فأصبحوا علامات مضيئة في المشهد التشكيلي السعودي.