كان ولأسباب غامضة غاضبا، قال بعد أن تأفف بصوت واضح، ليلفت انتباه سكان الخيمة المدعوين لعشاء: «هل قرأتم إحصائية وزارة الصحة الأخيرة؟» لم ينتظر إجابة على سؤاله وتابع: «تقول وزارة الصحة إن النساء أجرين 14 ألفا و412 عملية تجميل، وأن نساء الرياض تصدرن العدد بواقع 8504 عمليات، فيما جدة احتلت المركز الثاني ب 3384 عملية، فالمنطقة الشرقية بواقع 1318 عملية تجميل، وأن الصحة أكدت عملية أن (نحت الجسم) هي الأكثر طلبا، لماذا كل هذا الصرف على عمليات التجميل، ومن سمح لهن بتبذير الأموال»؟. كان لهذا الأمر الجلل سلطته، إذ أطبق الصمت على المكان بعد السؤال المصيري، قبل أن يمزق الصمت بمداعبة أحدهم، إذ قال: «لأنهن دببة»، فضحك الجميع قبل أن يعودوا لنقاشهم الجاد والموضوعي لحل هذا الأمر الجلل. فطرح عقل المرأة كسبب واتفق الغالبية على ضعفه، لكنهم لم يبرئوا ساحة «الزوج، الأب»، فالغالبية العظمى اتفقوا على أن «ما عندهن رجال يحكموهن، أو راحوا الطيبين مالكي أشناب كالأغصان العريضة تقف عليها الصقور، أو أصحاب الزنود الصالحة لأن تكون حظيرة يسكنها التيوس». ولأن العشاء كان بمناسبة نجاح الابن العائد من بعثته والحاصل على شهادة الدكتوراه، قرروا أخذ رأيه، بعد أن قال الحكماء الكبار رأيهم بهذه القضية المصيرية. كاد الابن أن يخبرهم بأن علينا أن نفرق بين ما هو عام وما هو خاص، وأن «العقد الاجتماعي» بين أفراد يسكنون وطنا واحدا، عليه أن ينظم ما هو مشترك بينهم، كأن يناقشوا عمل المؤسسات وأنظمتها وآلية صرف المال العام، حتى حفر حارتهم على المؤسسات أن تستأذن وتأخذ موافقة سكان الحارة لأن الأمر عام وليس خاصا بالمؤسسة لتحدد هي طالما سيتضرر السكان، وأن جسد كل منهم لا يدخل ضمن القضية العامة التي تهم المجتمع، وأن كل شخص حر بجسده يجري له عملية أو لا «طالما هو لن يفجر جسده بهم» ليصبح قضية عامة. لكنه ورغم دراسته بالخارج لم ينس أن مثل هذا الكلام أشبه بفحم «سيسود وجه والده عند الحكماء الكبار، لأن الصغار وإن حصلوا على أعلى الشهادات يجب ألا يخالفوا الحكماء الكبار». قال الابن: «الجوع كافر، ويدفعنا للغضب، ورا ما تقلطوا على العشاء». للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة [email protected]