عقد خلال الأسبوع الماضي في حرم جامعة الأميرة نورة، المؤتمر الدولي الأول لرعاية الطفولة المبكرة تحت شعار (طفولة آمنة، مستقبل واعد). شاركت في المؤتمر عدة جهات محلية وعربية وأجنبية معنية بالطفولة وذلك من أجل تقديم خلاصة التجارب العالمية في أساليب وطرق رعاية الطفولة المبكرة، وما يبذل في العالم من جهود ويتخذ من قوانين وتنظيمات عربية أو دولية من أجل حماية الأطفال وتوفير بيئات صحية آمنة ينشأون فيها، ويأتي هذا المؤتمر في السياق العام لاهتمام بلادنا بتوفير رعاية متكاملة للطفولة من أجل بلوغ مستقبل أفضل. كان المؤتمر محصلة جهود بالغة وعمل دؤوب امتد لأكثر من عام، تجلت خلاله روح الحماسة والتفاني لدى منسوبات جامعة الأميرة نورة العاملات في الإعداد للمؤتمر سعيا وراء تقديم عمل جيد يحقق الأهداف التربوية السامية التي تطمح الجامعة إلى بلوغها. وقبل أن أتحدث عن المؤتمر نفسه، سأعلق على اعتراض سمعته في هذا المؤتمر من البعض حول استعمال كلمة (رعاية) عند الإشارة إلى تقديم كافة الخدمات والعناية التي يحتاجها الطفل خلال نشأته. والاعتراض يأتي من فهم كلمة (رعاية) على أنها تتضمن (المن والتكرم) على الطفل بما يقدم له من خدمات، في حين أن ما يقدم للطفل هو حق له وواجب على الوالدين والدولة!! إني لا أدري كيف تسرب هذا المفهوم إلى أذهان البعض من الناس! فكلمة الرعاية لا تتضمن المنة كما قيل وفهمها بهذه الصفة هو غير صحيح لغويا. فكلمة الرعاية كما يعرفها لسان العرب تعني (الحفظ) وفيه: «رعى الشيء، (حفظه) ولذلك يقال في المثل من (استرعى الذئب فقد ظلم) أي من إئتمن خائنا فقد وضع الأمانة في غير موضعها». ومن معنى الحفظ تأتي (رعاية الحقوق) و(رعاية العهد) أي حفظها وعدم تضييعها. بحسب هذا فإن كلمة (الرعاية) تشير إلى مسؤولية كبرى، على من يحملها أن يؤديها كاملة، وكلنا نعرف الحديث الشريف: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، فهذا النص يؤكد تمام التأكيد أن الرعاية التزام وواجب وليست منة وتكرما كما يظن أولئك المعترضون. من يحمل مسؤولية الرعاية ملزم بأداء تلك المهمة على أكمل وجه لأنه محاسب أمام الله على التقصير والإخلال بما كلف به من واجب الرعاية نحو من أسند إليه رعايتهم، سواء كانوا أطفالا قصر أو بالغين. يوم غد سأكمل الحديث عن المؤتمر إن شاء الله. فاكس 4555382-1