أكد رئيس متحف سميثسونيان البروفيسور جوليان ريبي أن القطع الأثرية التي ضمها معرض روائع الآثار وتعرض للمرة الأولى في الولاياتالمتحدةالأمريكية تعطي صورة مغايرة لما هو مستقر في الأذهان عن السعودية وأنها مجرد آبار بترول وصحراء، حيث اتضح أنها بلد حضارات ضاربة في عمق التاريخ، جاء ذلك في الندوة التي نظمها المتحف أمس الأول بالتوازي مع افتتاح معرض روائع الآثار السعودية عبر العصور في واشنطن. من جهته، ذهب البروفيسور جيمس فيلبس من متحف فيلد للتاريخ الطبيعي بشيكاغو في المحاضرة الأولى في ندوة (من هم شعوب ما قبل التاريخ في الجزيرة العربية ؟) إلى أن هجرات الإنسان الأول من أفريقيا ذهبت في طريقين، الأول إلى باب المندب، والثاني إلى وادي النيل عبر سيناء ومنها إلى وادي البقاع، وقدم البروفيسور ريكاردو آيشمان رئيس معهد الآثار الألماني في برلين ورقة بعنوان (تيماء في إطار الشبكات الإقليمية) فيما عرضت البروفيسورة ليلى نعمي من المعهد الوطني الفرنسي للبحث العلمي في باريس تجربة التنقيب في موقع مدائن صالح (الحجر) والمسجل في قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو. في السياق ذاته، أوضح نائب الرئيس للآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور علي الغبان في محاضرة (السعودية ملتقى الحضارات) الأهمية الجغرافية لموقع المملكة، مستدلا بالأدلة الأثرية على ذلك، مضيفا أن الإنسان عبر من الجزيرة العربية إلى بقية العالم، وأشار إلى أن الجزيرة العربية قبل التصحر الأخير كانت أحد أفضل البيئات لحياة الإنسان، واستعرض الحضارة المتطورة في العصر الحجري الحديث أو ما عرف باسم حضارة المقر، والتي تؤكد أن استئناس الخيل العربية عرف في الجزيرة العربية قبل (9000) سنة، حيث أثبتت الآثار المكتشفة مؤخرا جذور الخيل في الجزيرة العربية، ولفت إلى أن بعض القطع المعروضة في المعرض قد تثبت فيما بعد أن الجزيرة العربية هي مكان محتمل لنشأة حضارات الشرق الأدنى، وأكد الغبان أن الإسلام أعطى سكان الجزيرة العربية دورا حضاريا جديدا، موضحا أنه منذ القرن الهجري الأول أصبح لطرق التجارة والحج مهمة مزدوجة.