تواصل الهيئة العامة للسياحة والآثار تحضيراتها لافتتاح معرض “روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" الذي يستضيفه متحف “ساكلر" التابع لمؤسسة “سميثسونيان" في العاصمة الأمريكيةواشنطن ابتداءً من الأول من محرم 1434ه .وسيفتتح المعرض صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ، ومن الجانب الأمريكي رئيس مجلس أمناء متاحف السميثسونيان , وتستمر فعاليات المعرض ثلاثة أشهر . وكانت قطع المعرض قد وصلت مؤخراً إلى متحف “ساكلر" في واشنطن من متحف البيرغامون في مدينة برلين الألمانية ، وتقوم هيئة السياحة والآثار ومتحف “ساكلر" في واشنطن حالياً بتجهيز القطع وتركيبها في صالة العرض في المتحف ، وتحضير المطبوعات الخاصة بالمعرض ، والإعداد لحفل الافتتاح بالتنسيق مع المسؤولين في المتحف وسفارة خادم الحرمين الشريفين في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وسيكون متحف “ساكلر" أول متحف أمريكي يستضيف هذا المعرض غير المسبوق عن الآثار السعودية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، من بين خمسة متاحف أمريكية ستستضيف المعرض على مدى عامين ، حيث سيركز المعرض على أثر الطرق التجارية القديمة التي اجتازت شبه الجزيرة العربية في التبادل التجاري والثقافي بين ثقافات مختلفة ، من خلال القطع الأثرية المكتشفة حديثاً من طرق التجارة القديمة ، ومنها الأطباق والأواني الزجاجية الجميلة ، والأقراط الذهبية الثقيلة ، إضافة إلى إبراز تطور طرق الحج مع ظهور الإسلام . ويضم معرض روائع آثار المملكة عبر العصور في متحف “ساكلر" أكثر من(320) قطعة أثرية من التحف المعروضة في المتحف الوطني بالرياض، ومتحف جامعة الملك سعود، ومكتبة الملك فهد الوطنية، ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ومكتبة الملك عبدالعزيز في المدينةالمنورة، إضافة إلى قطع عثر عليها في التنقيبات الأثرية الحديثة، وتغطي هذه القطع الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) وحتى عصر النهضة السعودي. وأوضح نائب رئيس هيئة السياحة للآثار والمتاحف الدكتور علي بن إبراهيم الغبان أن متحف “ساكلر" يعد المحطة الخامسة لمعرض “روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" الذي صدرت الموافقة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على انتقاله إلى عدد من العواصم الأوروبية والمدن الرئيسة في الولاياتالمتحدةالأمريكية ، حيث كان متحف اللوفر في باريس هو المحطة الأولى للمعرض ، ثم انتقل إلى أسبانيا حيث استضافته مؤسسة لاكاشيا ، ثم انتقل إلى متحف الإرميتاج في روسيا ، ومن ثم متحف البيرغامون في ألمانيا. وأشار الغبان إلى أن المتاحف والمعارض العالمية في هذه الدول هي التي تطلب استضافة المعرض وتتحمل تكاليفه ، ما يعكس الأهمية التاريخية والحضارية للمملكة، والقيمة الكبيرة للقطع الأثرية لهذا المعرض التي تعرض للمرة الأولى بهذا الحجم والتنوع خارج المملكة. وأكد أن قطع المعرض اختيرت بعناية لتعكس المشاركة الفاعلة لإنسان هذه الأرض عبر العصور في صنع التاريخ الإنساني ، ودوره في الاقتصاد العالمي عبر العصور والتأثير في الحضارات انطلاقا من الموقع الجغرافي المميز للجزيرة العربية التي كانت محوراً رئيساً في مجال العلاقات السلمية والثقافية والاقتصادية بين الشرق والغرب ، وجسراً للتواصل الحضاري بينهما ، مشيراً إلى أهمية المعرض في التعريف بالبعد التاريخي والحضاري للمملكة وما تمتلكه من مخزون تراثي وما تقوم عليه من حضارات متعاقبة ، معرباً عن أمله في أن يسهم معرض روائع آثار المملكة في تمتين العلاقات ودعم التبادل الثقافي بين المملكة والولاياتالمتحدةالأمريكية ، حتى يتعرف الشعب الأمريكي على البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية. يذكر أن معرض روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور حقق نجاحاً كبيراً في محطاته الأربع السابقة في متحف اللوفر بباريس، ومؤسسة لاكاشيا في برشلونة ، ومتحف الارميتاج في روسيا ، ثم متحف البيرغامون في ألمانيا ، حيث شهد إقبالاً كبيراً وزاره أكثر من مليون ومائتي ألف زائر منذ انطلاقته ، ما يعكس اهتمام العالم بآثار المملكة ، والتعرف على ما شهدته أرضها من حضارات وما تختزنه من آثار تؤكد مشاركة إنسان الجزيرة العربية في تشكيل الحضارة الإنسانية.