يستغل ضعاف النفوس والمتسولون طيبة سكان منطقة نجران، واستدرار عطف المارة والمحسنين، وبات مشهد المتسولين وبينهم النساء والأطفال والرجال وهم يقتحمون الاستراحات والديوانيات الخاصة، أمراً مألوفاً في ظل غياب الجهات الرقابية. «عكاظ» استطلعت آراء بعض الشباب من مرتادي هذه الديوانيات والاستراحات الخاصة حيال غزو المتسولين المتزايد، وقال الشاب راشد آل حمامة: «في الواقع ألفنا مثل هذه المناظر اليومية ولكن ماذا بإمكاننا فعله، فالجهات المعنية عجزت بدورها في تتبع هذه الظاهرة والقضاء عليها، خاصة وأن العملية تدار على حد علمي بشكل منظم، ومجتمعنا في حاجة إلى القضاء على هذه العصابات التي تدار من قبل رؤوس كبيرة والحصيلة طيبتنا، علماً بأن هناك أصحاب حاجة متعففين ومع هذا أرى منح الصدقات والتبرعات للجمعيات الشرعية هو الأنسب». من جهته قال الشاب محمد اليامي: أنعم الله على المملكة بالخير ومن واجبنا الوقوف مع كل ذي حاجة ولكن عبر الوسائل التي كفلتها الدولة، أما من يقفون أمام الإشارات المرورية أو يدخلون الاستراحات زرافات ووحدانا فهؤلاء يشكلون خطرا على المجتمع، ويتوجب علينا عدم التعاطف معهم وإبلاغ الجهات المعنية بتحركاتهم، فيما أرجع طارق آل جريب انتشار المتسولين من رجال ونساء إلى غياب الجهات المسؤولة عن ملاحقتهم، وطالب بالتصدي لهذه الفئة بحزم خاصة وأن وجودهم بهذه الأعداد الكبيرة بات يشكل هاجساً ومصدر قلق للمواطنين. بدوره بين مدير عام الشؤون الاجتماعية في نجران محمد أحمد العزي معافى، أن مسؤولية مكافحة المتسولين في نجران تقع على عدد من الجهات ومنها الشؤون الاجتماعية بالطبع، وقال: مسؤوليتنا هي إلقاء القبض على المتسول المواطن فقط، وإخضاعه للدراسة لمعرفة حالته المادية والأسباب التي دفعت إلى سلك هذا الدرب، وفي حال التأكد أنه محتاج للمساعدة تتم مخاطبة الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية وتسجيله وسد حاجته، أما إذا كان المتسول من خارج البلاد فيسلم للجهات الأمنية مثل الشرطة والجوازات لترحيله خارج البلاد. ودعا معافى المواطنين إلى التكاتف ضد هذه الظاهرة، والتبرع بصدقاتهم للقنوات التي كفلتها الدولة وعدم التعامل مع المتسولين لأن ذلك يشكل مخالفة لأوامر ولاة الأمر.