بدأ المتسولون يعدون العدة ويحشدون قوتهم وحضورهم بقوة استعدادا للعشر الأواخر من شهر رمضان المبارك ، حيث لاتكاد توجد اشارة أو شارع رئيسي أو حتى فرعي إلا ويشهد نشاطا مكثفا للمتسولين ، الأوراق الطبية والمستندات المضروبة جاهزة بحوزتهم لعرضها على المارة بهدف استعطافهم ، الأطفال الصغار وأصحاب الاعاقات الخفيفة أيضا جاهزون للمساعدة والحضور ان تطلب الأمر ذلك حتى يخرج المتسولون بأكبر حصيلة ممكنة يوميا وبالوسيلة المناسبة لهم ، لايهم الوقوف عند المساجد والاشارات أو المجمعات التجارية التى تشهد اقبالا من المشترين خلال هذه الأيام ، لكن المهم هو الحصول على الأموال ، كل ذلك يتم في غياب الأجهزة المسئولة عن مكافحة التسول التى يبدو أنها فى إجازة بدليل أنها تركت الساحة للمتسولين نهارا وليلا وفي كل الأوقات . العديد من المواطنين حملوا الجمعيات الخيرية مسئولية انتشار المتسولين بكثرة هذه الأيام ، وأكدوا أن على الجمعيات دور حيوي وأساسي في مد يد العون لهؤلاء ومساعدتهم بدلا من تركهم في الشوارع ، وأشار المواطنون الى أن الجمعيات الخيرية بها من الامكانيات ما يتيح انفاق مساعدات مادية وعينية على هؤلاء وحصرهم وإعطاء من يستحق منهم المساعدة بشكل منتظم فهذا دورها الذي يجب ألا تتهرب منه ، أما هؤلاء الذين لايستحقون المساعدة والذين حولوا التسول الى مهنة فيرى المواطنون أنه حان الوقت لاتخاذ اجراءات رادعة معهم ولا نكتفي بالحملات " المؤقتة " التى تتم بين الحين والآخر بل يجب أن تكون هناك اجراءات أكثر صرامة مثل حصر أعدادهم والتعرف على هويتهم وهل هم من متخلفي الاقامة أم لا واذا كانوا من متخلفي الاقامة فيجب أن تقوم الجوازات بدورها فى ضبط هؤلاء وترحيلهم حتى يتم القضاء على الظاهرة ، كما يطالب المواطنون بدور أكبر للشرطة في مكافحة الظاهرة وعدم منح الفرصة للمتسولين في ممارسة نشاطهم. أما هؤلاء الذين لا يستحقون المساعدة والذين حولوا التسول إلى مهنة فيرى المواطنون أنه حان الوقت لاتخاذ اجراءات رادعة معهم ولانكتفي بالحملات « المؤقتة « التى تتم بين الحين والآخر بل يجب أن تكون هناك اجراءات أكثر صرامة مثل حصر أعدادهم والتعرف على هويتهم . ومع ما تقوم به جهات حكومية لمكافحة هذه الظاهرة وانتشارها بالمجتمع الا انه في كل يوم يظهر أنه لا تأثير لهذه الجهات على الحد من الظاهرة ، فتجد المتسولين ينتشرون بالمجمعات التجارية باشكال متطورة وتجدهم بالطرقات وعند الاشارات بصورهم التقليدية الهزيلة وفي المطاعم والصيدليات يستدرون عطف الناس بعباراتهم وقصصهم التي لا تنتهي مستغلين عطف الناس وطيبتهم ومستخدمين اساليب مختلفة باستغلال الاطفال وكبار السن وبتر واعاقة بعض اعضائهم من اجل ان يحصلوا على الاموال الطائلة ويستنزفوا جيوب المواطنين فهي بوجهة نظرهم الطريق الاسهل للثراء وهي " مهنة من لا مهنة له" , وقد يكون منهم من يستخدم ظاهرة التسول لجمع الاموال وتهديد المواطنين والبلاد ، واغلب من يمارس هذه الظاهرة كما بين المختصون من جهات الضبط من الأجانب وقليل من المواطنين .
حملات «مؤقتة» لمكافحة الظاهرة ويرى عدد من المواطنين التقت " اليوم " بهم أن الجهات المسئولة عن مكافحة التسول تقوم بدور محدود في مكافحة الظاهرة على الرغم من خطرها الواضح على المجتمع، ويطالب المواطنون بتعديل طرق القضاء على التسول ولا يصبح مجرد حملات تقوم بها الشرطة بل يجب محاصرة الظاهرة بطرق مختلفة، كما يرى عدد آخر من المواطنين أن الناس وراء تغذية هذه الظاهرة وتشجيع المتسولين على انتشارها باعطائهم كل مايطلبون او بعضه, وتساءل مواطنون .. لماذا لايوجد رقم مخصص كرقم الشرطه وغيرها من الجهات الحكومية، ويتم نشر هذا الرقم في الاسواق والمساجد وبين المواطنين وان تكون هناك جهة واحده مخصصة للقضاء على هذه الظاهرة مجهزة بفرق مدربة للتعامل مع مثل هولاء ، ويتم تلقى الاتصالات من المواطنين مباشرة ويقومون بالتوجه الى مواقعهم والتعامل معهم, كما طالب عدد آخر من المواطنين بإعطاء الزكوات والصدقات الى الجهات الرسمية فهي تقوم بتوزيعها وفق برامجها وخططها ووفق ماترى من الاسر المحتاجة, وان ترتقي ببرامجها واساليبها حتى تكفل لهذه الاسر سبل العيش الكريم.
مسئولية مشتركة لمكافحة التسول وقد أدى غياب الأجهزة المسئولة عن مكافحة التسول بالمنطقة الشرقية في انتشار المتسولين بمدن الدمام والخبر والظهران والذين يستدرجون عواطف الناس في الاماكن العامة وعند المساجد واشارات المرور وفي الاسواق. وشهدت المنطقة الشرقية ومحافظاتها في الآونة الاخيرة تواجد اعداد كبيرة من المتسولين بسبب تساهل المواطنين والمقيمين معهم خلال هذا الشهر الكريم وامتدت بشكل مخيف حيث تشكل هاجسا امنيا وخطيرا على المجتمع السعودي الامر الذي جعل من هؤلاء المتسولين القيام يشكلون عصابة للتسول لتحقيق اهدافهم تؤدي بشكل مباشر الى انعكاس سلبي على افراد المجتمع وتدفع عدد من الشباب باللجوء الى هذه الظاهرة. وللقضاء على ظاهرة التسول فإن هناك مسؤولية مشتركة بين الاجهزة المعنية مثل الجهات الامنية والضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية ومكاتب العمل وذلك للقيام بجولات ميدانية لرصد تحركاتهم وتضييق الخناق عليهم والمطالبة بعدم مساعدتهم. وقد رصدت (اليوم ) خلال جولة ميدانية عددا من المتسولين ومعهم اسرهم واطفالهم يتواجدون بشكل مكثف في الاماكن العامة والاسواق ويتظاهرون امام الناس بطرق ملتوية لطلب المساعدة.
قصص مأساوية وطرق ملتوية لجمع «الحصيلة» وأبدى خالد الحارثي تعجبه من ازدياد هذه الظاهرة بالشهر الفضيل حتى ارتبط عمل المتسولين وانتشارهم بكثافة في شهر رمضان، كما ان نشاطهم اخذ اشكالا مختلفة فكأن هذه الظاهرة تدار من قبل منظمات او شركات تضع مثل هؤلاء بالطرقات وعند الاشارات وتجمع محصولهم في كل يوم وعن طريق استعطاف الناس من خلال الأم وهي تحمل ابنها الصغير وفي درجات الحرارة المرتفعة او طفل ولديه اعاقة بالرجل او اليد واخرى تطلب المعونة عند الصيدليات ومحطات البنزين لانقطاع احوالهم والبعض الآخر في المجمعات التجارية باشكالهم الراقية واعذارهم الواهية واخرين بالمساجد بقصصهم التي لاتنتهي واساليبهم الملتوية. وبين سعد الحبيب ان انتشار هذه الظاهرة يأتي من جهات مختلفة فمنهم من تخلف من الحج او العمرة او من دخل الى البلاد وهرب بطريقة غير مشروعة او من العمالة التي هربت من كفلائها ووجدت بهذه الظاهرة مكسبا كبيرا, او من بعض المواطنين الذين لم تكفهم الإعانات التي توزع عليهم من الجمعيات، ويحتاجون الى دراسة لاحوالهم ومتطلباتهم مرة أخرى أو أنهم قد وجدوا بهذه الظاهرة مايغنيهم عن هذه الجمعيات ويوفر لهم مكاسب كبيرة، وأصروا على هذه الأساليب والطرق الملتوية بدافع الطمع والحصول على المال, كما ان هناك اكثر من جهة تحارب هذه الظاهرة ولها علاقة بها بطريقة مباشرة وغير مباشرة ولكن كما يؤكد سعد الحبيب انها لاتمارس أى دور فى التصدى لهؤلاء. طفل يحاول استعطاف مواطن للحصول على المال
مواطنون يفضلون منح الزكاة للمتسولين ويرى محمد الهاجري ان ظاهرة التسول موجودة على مدار العام على نطاق ضيق وتزداد هذه الظاهرة في شهر رمضان المبارك وتاخذ اشكالا واساليب مختلفة والسبب في ذلك ان الناس في هذا الشهر يزداد تعلقهم وحبهم لعمل الخير وتكثر صدقاتهم وهباتهم في هذا الشهر الفضيل, اضافة الى انه في هذا الشهر تكثر زكوات الناس ويبحثون عن اقرب الطرق لاعطائهم اياها فيجدون هؤلاء في اماكن تواجدهم وذهابهم يوميا في الطرقات والاسواق والمطاعم وعند الاشارات وفي كل مكان حتى انك تجدهم خارج نطاق المدن بالمحطات على الطرق السريعة باعذار مختلفه وطرق ملتوية, فيجب على الجهات الامنية ان تكثف من حملاتها للقضاء على هذه الظاهرة, وان تتتبع اماكن تواجدهم وشبكاتهم لتقضي علي الظاهرة، وان تفرض اشد العقوبات في هذا الجانب, كما يجب على المواطنين ان يكفوا ايديهم عن مساعدة مثل هؤلاء حتى لا تنتشر هذه الظاهرة التي تشوه من منظر البلد، اضافة الى انه من يطلب هذه الاموال ليس بحاجة وهناك جمعيات خيرية تهتم بهم, ويجب تكثف التوعية في هذا الجانب بمشاركة جهات حكومية معنية بعدم انتشار هذه الظاهرة, كما يجب على الجمعيات الخيرية ان تتكاتف وتتوحد من اجل القضاء على هذه الظاهرة والمساعدة في زيادة دخول بعض الاسر التي تنهج هذه الظاهرة بالطرق الشرعية وايجاد قنوات لهم تساعدهم على زيادة مواردهم المالية من خلالها، وتكفل لهم سبل العيش حتى لايتجهون الى ممارسة هذه الظاهرة وتشويه المجتمع واذلال انفسهم من اجل الحصول على زيادة دخلهم.