أيد خبراء ومحللون سوريون فكرة الاتحاد الخليجي المشترك، بدلا من فكرة التعاون، معتبرين أن هذه الخطوة تصب في مصلحة الدول الخليجية ككل، ومؤكدين على ضرورة تحقيق هذه الفكرة في أسرع وقت ممكن على اعتبار الأمن الخليجي جزءا متكاملا وهو في ذات الوقت امتداد للأمن العربي عموما. واعتبر الخبراء في استطلاع ل«عكاظ» أن منطقة الخليج العربي هي الخط الأمامي الأول في الأمن القومي العربي، منوهين بالموقع الاستراتيجي لهذه الدول ودورها في حفظ الأمن والاستقرار، وانعكاسه على الأمن القومي الأمر الذي يتطلب تدعيم المنظومة الأمنية. وقال حسن حسن الباحث في شؤون الشرق الأوسط، والكاتب في مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية في تصريح ل«عكاظ» إن ما تعمل من أجله دول الخليج حول مشروع الاتحاد، له أهمية بالغة في دعم الأمن الإقليمي والعربي، موضحا أن العالم بات يتجه إلى مبدأ التكتلات والوحدة السياسية والاقتصادية. وأضاف، إذا نجحت دول مجلس التعاون في مشروع الاتحاد وهو من المتوقع فإن ثمة مفهوم جديد للأمن الإقليمي والعربي سيظهر في العلاقات الدولية، معتبرا أن هذا التوجه ذو طابع استراتيجي يعمل على وحدة المنطقة الخليجية، ويعمق مفهوم الوحدة العربية. ورأى أن مسألة الأمن الخليجي، أصبحت حاجة دولية في ظل حالة التوتر التي تعيشها بعض الدول العربية، خصوصا وأن هذه الدول من أهم الدول النتجة للنفط، لافتا إلى أن كل مقومات الاستقرار متوفرة في هذه الدول، خصوصا من الناحيتين السياسية والاقتصادية والثقافية. بدوره بين المحلل السياسي حسين جمو في استطلاع ل«عكاظ»، أهمية الحفاظ على الأمن الخليجي، من خلال العمل بشكل دؤوب على التنسيق الأمني المشترك، معتبرا أن التوجه إلى الاتحاد ما هو إلا نتيجة طبيعية للواقع الخليجي سياسيا واقتصاديا وأمنيا. وقال إن ما تطمح إليه دول الخليج هو تأسيس منظومة جديدة من الأمن والاستقرار، خصوصا بعد المتغيرات الإقليمية الجديدة على المستويين العربي والدولي، موضحا أن ما يساعد هذه الدول على الاتحاد التقارب الكبير في القيم والثقافة بين الشعوب، فضلا عن الضرورات الجيوسياسية. وتوقع الكاتب في صحيفة البيان الإماراتية، أنه في حال نجاح هذه التجربة الفريدة، فإن كثيرا من الدول العربية ستتجه إلى ذات الاتجاه، أول على الأقل تعمل على توسيع دائرة التنسيق والتشاور الأمني والسياسي المشترك. مرجحا النجاح العملي لهذه التجربة. من جهته، أبدى المعارض والكاتب السوري محمد العبدالله في استطلاع ل«عكاظ»، إعجابه بفكرة الاتحاد الخليجي، ودورها في ترسيخ حالة الأمن والاستقرار، منوها بدور دول المجلس في كبح التوترات وحرصها على سلامة كافة الدول العربية. وأشار إلى أن دول الخليج باتت الضمانة الحقيقية لأمن المنطقة، متسائلا .. ما الذي بقي من العالم العربي متماسكا سوى دول الخليج.. مجيبا في الوقت ذاته: إن أمن دول الخليج يعتبر خطا أحمر عربيا ودوليا، باعتبارها الواجهة الجغرافية على الدول غير العربية والطامعة في ثرواته. وأرجع العبدالله ذلك، إلى حكمة قادة هذه الدول وقدرتها على التخطيط والتدبير، في ظل التوتر الحالي، مشيرا إلى أن كل المحاولات الخارجية التي استهدفت النيل من أمن واستقرار المنطقة باءت بالفشل، متابعا القول: رأينا موقف دول الخليج المتماسك من محاولات زعزعة أمن البحرين. وأبدى المعارض السوري، ثقته بقدرة دول الخليج على حماية شعوبها وثرواتها، إلا أنه قال في الوقت ذاته: إن ما يميز هذه الدول جنوحها إلى مبدأ الحوار والدبلوماسية لحل الأزمات، مشيرا إلى أنها دول تسعى للأمن والسلام في المنطقة، على عكس بعض الدول التي تستعرض قواها بين الفينة والأخرى.