ألقى خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في القمة الثانية والثلاثين لدول مجلس التعاون الخليجي بظلاله على الساحة العربية، وفي هذا الإطار رأى محللون سوريون أن هذه الدعوة نموذج سياسي يحتذى به في المنطقة العربية. وقال الكاتب والمحلل السياسي حسين جمو في حديث ل «عكاظ» إن دعوة الملك من أجل اتحاد سياسي خليجي في ظل هذه الظروف هي إعادة صياغة جديدة للمنطقة الخليجية والعربية ككل في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية. معتبرا أن هذه الدعوة وصفة سياسية حقيقية للواقع الخليجي. وأضاف أن الملك عبد الله بن عبد العزيز صاحب مبادرات سياسية معروفة، لما لها من أهمية بالغة على مستوى المصلحة السياسية، وهذا واضح من خلال مبادرة السلام العربية التي تعد أساسا واقعيا وحقيقيا لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وأوضح جمو أن خطاب خادم الحرمين في قمة الرياض، تضمن أفكارا سياسية لا بد التركيز عليها، مشيرا إلى أن الملك وصف من يبقى في مكانه وواقعه سيتخلف عن التاريخ، وهذا يعني أن الملك يعي ويدرك أهمية الحركة التاريخية في المنطقة. وأشار إلى أن ما تحدث عنه الملك من عناوين سياسية عريضة في خطاب قمة الرياض، لا بد التعامل معها بمستوى عملي للوصول إلى نتائج إيجابية، معتبرا أن كل جملة في خطاب الملك هي دليل سياسي يصلح أن يكون خريطة طريق في ظل الظروف المعقدة التي تمر بها المنطقة. من جهته، أفاد المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والكاتب حسن إبراهيم حسن أن خادم الحرمين الشريفين وضع في خطابه أمس النقاط على الحروف لإعادة هيكلة الوضع السياسي في دول الخليج، لافتا إلى أن مثل هذه الأفكار يجب أن تكون البوصلة العربية للكثير من الدول. وقال في تصريح ل «عكاظ» أن قمة الخليج التي عقدت في الرياض، هي محطة ضرورية لإعادة تقويم الوضع العربي في ظل الاضطرابات المحيطة في كل مكان. ونوه بمواقف المملكة العربية السعودية حيال سورية، مجددا ضرورة العمل بشكل جماعي مع دول الخليج لإنهاء الأزمة في سورية، معتبرا أن دور المملكة محوري وجوهري في حل النزاعات العربية.