•• روح اللاعبين وتطبيقهم المحكم للخطة وقتاليتهم .. حرمت ميسي من التسجيل •• الإعداد النفسي الجيد يحصن المنتخب الشاب ضد أي انتكاسات في دورة الخليج •• قدم المنتخب السعودي الشاب نفسه، البارحة، أمام المنتخب الأرجنتيني بصورة رائعة.. عندما خرج من مباراته متعادلا بدون أهداف.. وإن كان (أسامة المولد) قد وصل إلى المرمى الأرجنتيني بهدف ألغاه الحكم رغم صحته، وسلامة (تموضع) أسامة على يسار حارس المرمى.. •• فكيف استطاعت تشكيلة (ريكارد) الشابة أن تحقق هذا المستوى الذي فاجأ الجميع مراقبين وجماهير ومشاهدين وفنيين على اختلاف مستوياتهم ومشاربهم؟! •• تحقق هذا لتوفر العوامل التالية: 1) خطة المدرب ريكارد التي كانت واقعية وحسبت حسابا دقيقا للفارق الكبير في الخبرة بين شبابنا وبين نجوم الكرة الأرجنتينية العالميين، حيث لعب منذ البداية مدافعا.. مع ضمان الحد الأعلى من الانضباط التكتيكي في الوسط والمؤخرة. 2) لعب على الهجمات المرتدة معتمدا على امتلاء منطقة الوسط وتقدم المحورين أماما خلف أي هجمة تنطلق من الوسط وتغذي المهاجمين.. رغم الاعتماد على مهاجم واحد.. هو (ناصر الشمراني) في البداية.. ثم (فهد المولد) الذي حل محله مع الاستفادة من الجهود الكبيرة التي بذلها كل من (نواف العابد) من الخلف و (منصور الحربي) في المنطقة اليسرى. 3) طبق المدرب الخطة (4/3/3) ونجح اللاعبون في أرض الملعب في تنفيذها بتوازن كبير.. وإن كان ذلك على حساب الأطراف.. ومال لاعبو الوسط الى العودة للخلف كثيرا؛ تطبيقا لخطته المتحفظة وحرصه على الصمود أمام نجوم العالم.. واحترامه للفارق الكبير في الخبرة بين المنتخبين. 4) تخلص اللاعبون الشباب من الرهبة التقليدية التي يفرضها لقاء كبير كهذا، ولعبوا بمعنوية عالية وبثقة كبيرة ولم يمكنوا اللاعبين الارجنتينيين من الاستحواذ على الكرة طويلا، وراقبوا هجومهم مراقبة لصيقة حالت دون تقدم ميسي.. أو اختراق (اجويرو) او (ديماريا) لحزام الدفاع السعودي المتماسك والمستميت. 5) أغلق المدرب منطقة الظهر بوجود أسامة المولد وأسامة هوساوي ومنصور الحربي وسلطان البيشي الذي برز كنجم شاب في منطقة حساسة.. ووجدوا مؤازرة حقيقية من وسط الملعب (كريري) و(المعتز موسى) في البداية ثم بوجود احمد عطيف ومصطفى بصاص -في النصف الثاني للمباراة- وإن شكل جناحا الأرجنتين خطورة كبيرة نتيجة انشغال وسطنا بالتراجع لمؤازرة الدفاع.. وكذلك لتعزيز الهجمة الطولية عند الضرورة. 6) نجح اللاعبون السعوديون الشباب في إغلاق خط الظهر بإحكام وإن ساعدهم على ذلك امتلاء منطقة الوسط ورقابة اللاعبين للهجوم الارجنتيني وعدم تمكينهم ل (ميسي) و(أجويرو) و(ديماريا) من غزو المرمى بسهولة رغم الجهد الكبير الذي بذله المهاجمون الارجنتينيون للوصول إلى مرمى (وليد عبدالله) الذي وفق كثيرا في التصدي للكرات العالية.. وللهجمات العرضية بنجاح تام.. وبالذات هجمات (ميسي) القاتلة وانفراده به مرتين على الأقل.. 7) أبدى لاعبونا الشباب مهارة عالية ونجحوا في تبادل المراكز والكرة بسرعة فاجأت الارجنتينيين ولا سيما (فهد المولد) و(نواف العابد) و(معتز الموسى) وكادوا يحققون هدفا مفاجئا في أية لحظة. •• هذه العوامل مجتمعة وروح المسؤولية العالية التي لعب بها الشباب، جعلتهم يؤدون مباراة ممتازة «تكتيكيا» و«مهاريا» لكن ما وضح أن اللاعبين ما زالوا بحاجته هو: •• أولا: رفع مستوى اللياقة البدنية عند اكثرهم.. لاستغلال مهاراتهم الفنية العالية. •• ثانياً: اعتماد اللمسة الواحدة لتصريف الكرة وتجنب البطء في التخلص منها كما ظهر ذلك على لاعبي الوسط ولا سيما احمد عطيف ومصطفى بصاص. •• ثالثا: تحسين مستوى القدرة لديهم على التنظيم، وبناء الهجمة السريعة والمتقنة للابقاء على الكرة في منطقة مرمى الخصم، وضمان عدم ارتدادها الى خط مرمانا وتشكيل خطورة كبيرة كما شهدنا ذلك في الدقائق العشر الأخيرة وبالذات بعد إصابة كريري وحدوث حالة (تلبك) في منطقة الوسط بعد أن كانت مصدر الحركة وتوزيع الجهد وتحريك الهجمات أماما في الشوط الأول. •• ولعل الأهم من ذلك منذ الآن فصاعدا هو الإعداد النفسي المطلوب كذلك.. بدءا بتحصين اللاعبين الشباب الرائعين ضد نشوة الصمود أمام الأرجنتين والدخول في بطولة الخليج القادمة بروح الواثق والمعتد بنفسه والضامن للفوز بالبطولة.. بناء على المستوى الذي قدموه أمام ابطال العالم. •• هذا الإعداد النفسي لا يجب أن يتوفر لهم كمجموعة في منتخب شاب يجري إعداده بإصرار .. يجب أن يمتد إلى الأندية التي يلعبون فيها حتى لا يحدث تفاوت في البناء النفسي بين ما يواجهونه في أنديتهم وبين ما يحصلون عليه في المنتخب من تهيئة جيدة كان لها دور كبير في اللعب بمستوى أسعدنا كثيرا.. وطمأننا إلى أن عملية البناء تسير بصورة جيدة وأن علينا أن نواصلها بإصرار تام وبتخطيط مدروس.. وبتكامل مع الخطط التدريبية في الأندية نفسها. *** •• وشيء أخير لا بد أن تمنحنا إياه هذه المباراة كمراقبين ومحللين.. وكذلك جماهير هو أن مخزون المهارة العالي لدى شبابنا يعد بمستقبل مشرق للمنتخب وعلينا أن ندعمهم.. وأن نخفف من نغمة الاستصغار لقدرات شبابنا.. أو التشكيك في قدرات المدرب وحرفيته في صناعة منتخب شاب بصرف النظر عن بعض النتائج التي وقعت حتى الآن ولا سيما أمام الإسبان.. لأن عملية الإعداد مستمرة.. وظهور النجوم المتميزين لم يحدث إلا مؤخرا.. وعلينا أن نقف معهم ومع المدرب.. وأن نركز على الدراسات التحليلية والفنية التي تساعد المدرب على اكتشاف بعض الجوانب المتصلة بالعادة وبأنماط التفكير وبالسلوك العام.. وبالتركيبة الذهنية والعصبية للاعب السعودي.. لأن المدرب ريكارد وإن كان قدرة عالمية إلا أنه لا يستطيع فهم أبنائنا مثل فهمنا لهم.. ومساعدته على تنمية شخصياتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.. وتوظيف مباراة كمباراة الأمس في رفع الناحية المعنوية لديهم وهم جديرون بذلك ومستحقون له.