لو أعطينا جدولا يتكون من مئة مربع متسلسلة لطالب ابتدائي وطلبنا منه أن يملأ الجدول بأعداد متسلسلة من الواحد حتى المئة. ثم أخذ الطالب بملء الفراغات على النحو التالي، واحد اثنان أربعة إلى نهاية الجدول ولم يضع الرقم ثلاثة في موضعه. بالتأكيد لن تكون النتيجة سليمة كما يجب. كذلك هي ثقافة الجودة، سلسلة من حلقات ثقافية اجتماعية من الألف للياء. جودة التربية الأسرية للطفل، جودة التعليم من التمهيدي إلى أعلى مرحلة، جودة الشارع، الحي، المدرسة، المسجد، البيئة، جودة الثقافة الاجتماعية عامة، جودة ثقافة التسوق، جودة البائع، جودة ثقافة التاجر، إلخ إلخ..! نجدها في نهاية المطاف حلقات لسلسلة ثقافية متصلة ببعضها تسمى ثقافة الجودة. وضعف جودة أي حلقة من تلك الحلقات سيؤدي إلى ضعف جودة ما بعدها، وهكذا إلى أن تصل بنا إلى ثقافة جودة ومقاييس رديئة لن نستطيع إصلاحها ما لم يتم إصلاح ما قبلها. كالبناء المغشوش الذي لا تراعى فيه جودة قاعدة الأساس فينهار قبل اكتماله. بمعنى آخر، إن ثقافة الجودة في شتى المجالات تغرس في المواطن الإنسان منذ الطفولة على أن تكون جودة ثقافة البيئة عالية حتى نتمكن من صناعة المواطن المسؤول والمواطن المستهلك بجودة ثقافية عالية، ومن ثم صناعة مجتمع عالي الجودة.