عندما بدأت الثورة في سوريا قررت «لبنى مري» كسر الحواجز والمساهمة في إنجاحها. ونتيجة لتأثرها الشديد من مشاهدة صور القتلى من المتظاهرين في أرجاء البلاد غادرت لبنى «العلوية» ذات ال 21 ربيعا وابنة أحد قادة ميليشيات الشبيحة المحلية التابعة للنظام منزل أسرتها في اللاذقية. وتنقلت بين أماكن مختلفة من سوريا كانت تتعرض للمزيد من القتل والتدمير. وسرعان ما تحولت إلى ما يشبه الأيقونة النضالية بالنسبة للثوار السوريين الذين كانت تقدم لهم الأدوية وتعمل على توفير المأوى للعائلات النازحة. وفي حوار أجرته معها صحيفة «غارديان» البريطانية مؤخرا قالت لبنى إن معاناتها طوال هذه الفترة من النفي والعداوة تكللت الأسبوع الماضي بنبأ مؤلم للغاية حيث قالت: «علمت أن أمي قتلت وأن والدي هو الذي قتلها بسبب دفاعها عني أحيانا». ومن منزلها الصغير في تركيا حيث تشعر بالذنب في جريمة مقتل والدتها قالت لبنى: «لقد تم خطف أمي فور ظهوري في شريط فيديو مع الثوار في 11 أغسطس الماضي، وانتظرت عشرة أيام كنت أتوسل والدي خلالها لكي يخبرني بما يحصل لكنه كان دائما يشتمني ويقفل خط الهاتف في وجهي، وفي وقت لاحق أبلغني بعض أصدقاء أبي أن أمي قد ماتت، وفي الأسبوع الماضي قال لي أحد أصدقائي الذي أثق به إنه شاهد جثة أمي فاتصلت بوالدي فسألته إن كان هو القاتل فأجاب بالإيجاب، وأضاف أنه يتمنى لو يستطيع فعل نفس الشيء معي». وتعليقا على ذلك، نشرت لبنى رسالة على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي قالت فيها: «لقد قتلوا أمي بسببي وأنا أتساءل ما إذا كانت غضبت علي أثناء قيامهم بإذلالها وتعذيبها؟، أما والدي أبو منتظر فقد ذهب إلى أشقائه متباهيا بأنه غسل العار الذي جلبته ابنته إلى بلدة جبلة في جبل الكرد».