ها هي رياضتنا تثبت وتؤكد بأننا نمشي في الطريق الخاطئ في الطريق الذي لن يحرك ساكنا تجاه المنافسة خارجيا، فقد أثبتت السنوات الماضية أن الأدلة أصبحت واضحة للعيان من خلال خروجنا المتكرر خليجيا وآسيويا على مستوى المنتخبات والأندية حتى أصبحنا نتذيل التصنيف العالمي، ولأن الحال لم ينصلح منذ ذلك الزمن فقد بقينا نراوح مكانك سر، والسبب الأندية، الرئاسة، الاتحاد السعودي، الجماهير، الإعلام. بالأمس خرج الاتفاق بفضيحة من نادي الكويت الكويتي وبعدها بفترة بسيطة خرج منتخبنا الشاب بفضيحة أخرى بعد خسارة سوريا، واليوم يخرج الأهلي بنفس الطريقة من أولسان بعد أن لعب أسوأ مباراة ولولا عدم التركيز لكانت ثقيلة وبخماسية على أقل تقدير، ويبدو بأن السبب أصبح واضحا للعيان، فنحن هنا لا هم لنا إلا كيف يفوز الأهلي على الاتحاد وكيف يسخر الاتحاد من الأهلي وكيف لا يكون الهلال عالميا ولا يصبح النصر بطلا، كيف يعاقب فيصل بن تركي كيف نخفف عقوبة عضة الشمراني.. كيف يحاسب الكيال.. لهذا أصبحنا نعض على أصابعنا كما يعض الشمراني أيادي الآخرين، فقد أصبح الهم داخليا والتنافس محليا بحتا حتى لو كان ذلك على حساب سمعة رياضتنا.. سمعة كرتنا. جماعات تسرح وتمرح من أجل تنصيب أحمد عيد رئيسا للاتحاد السعودي وجماعات أخرى تخطط في المساء وتطبق في الصباح كيف نخرج عيد من الرئاسة، وهنا يتضح أن الهم هو مصلحة أشخاص على حساب مصلحة رياضة الوطن وبما أن همهم هكذا.. وفكرهم لم يتراوح تقسيم ملعب جدة وكراسي استاد الأمير فيصل بن فهد فهم لن يتطوروا ولن يقدموا حلولا لرياضتنا ولأنديتنا. فلا فكر رياضيا ولا فكر إداريا ولا فكر فنيا والسبب التنافس غير الشريف لأنديتنا.. لجماهيرنا فقد أصبحت الوطنية مع الأسف بعيدا عن مسماها بين أنديتنا والسبب كما ذكرت الفكر الرياضي. فلا بناء ولا جيل قادما ينتشل رياضتنا لأن الفكر الرياضي هو نفس الفكر.. عدم انتظام في كل شيء.. تمارين أكل نوم.. ثقافة.. وهذا يندرج تحت بند الفكر. إدارات ضائعة لاعبون أقل من الطموحات مدربون بدون فكر والسبب عدم وجود استراتيجية وأجندة داخل الأندية والمنتخبات والاتحاد السعودي. فالأسماء هي الأسماء ترحل أسماء ونجدها في مكان آخر داخل دائرة الرياضة. الفكر هو الفكر، في الأندية تجد رؤساء لا يمتون للرياضة بصلة. ولا للغة المال بصلة.. فنجد أندية ضائعة وإدارات لم تقدم إضافة لرياضتنا.. حضروا من أجل «الشو» من أجل أسمائهم. ورياضتنا آخر همهم فلا خصخصة توحي بأننا سنصبح منافسين أو قريبين على أقل تقدير من كوريا واليابان وأستراليا ويا ليت توقف الحال على تلك المنتخبات. فها هي الأردن وغيرها من البلدان الأقل حضورا يعلو كعبها على كعب رياضتنا سواء من خلال الأندية أو المنتخبات بجميع فئاتها ويبدو بأن الحل سيطول ويطول في ظل هذه العقليات، ولهذا سنبقى محليين غير قادرين للتصدير الخارجي سواء على مستوى اللاعبين أو المدربين. رياضتنا تعاني ولكم في دورينا «زين» خير مثال، فبعد عشر جولات واصل فيها الفتح هذا النادي القادم من الظل في الصدارة، مع احترامي وتقديري لهم، لكن هل يعقل أن نقارن الفتح وما يمتلكه بالبقية ففي الفتح حضر الفكر فقط وتصدر لكنه لن يواصل لأنه اعتمد على ركن وحيد من أركان البناء ولهذا لن يدوم الحال، أما المتصدر الحالي الهلال فقد خرج هو الآخر من أولسان بفضيحة في الرياض وألحق أولسان بأفضل فريق سعودي حاليا الاهلي بالهلال، ومن هذا يتضح بأن الفرق شاسع بين أناس يعملون وآخرين لا يجدون عملا ولا بيئة عمل، ونهاية نقول لهم استريحوا ودعونا نسجل كل ما لدينا ماركة محلية بعيدا عن أعين المواصفات والمقاييس. أخيرا أجزم بأن ما قاله الجابر حول رياضتنا هو عين الحقيقة لكنني أختلف معه تماما حينما قال بأن العودة ستكون قريبة لن تطول، وأنا أقول له ردد يا جابر.. ما أطولك يا ليل. غرد كيف تشاء.. وبما تشاء.. فأنت «مجهول» وستظل نكرة.. فلا صوت يشبه «العصافير» ولا مشي يشبه ....