بالأمس، عدنا من البحر الميت، عدنا من كبير المهرجانات العربية «تايكي.. البحر الميت» الذي استطاع أن يؤكد نجاحه الأول، والذي كانت ولادته غير عسيرة أو متعسرة في انطلاقته العام قبل الماضي. أما لماذا هو كبير المهرجانات العربية، فذاك لكونه الوحيد في العالم العربي الذي يجمع في كل دورة ما لا يقل عن سبعين من نجوم الدراما والموسيقى والغناء العرب ونجوم الإعلام. والمهرجان العربي الوحيد الذي يضم الكثير من لجان التحكيم. والوحيد الذي يمنح جائزتين في كل نطاق ومجال، الأولى من لجنة التحكيم، والثانية من الجمهور وتصويتهم على موقع تايكي في العنكبوتية. الذي أود قوله هنا إن الكواليس وردهات الفندق الذي كنا نقيم فيه إلى جانب شاطئ البحر الميت كانت تجمع مختلف هذه الأطياف، وأعيننا ترمي إلى الضفة الأخرى من البحر إلى تفاصيل مدينتي أريحا والقدس، وكلنا يتمتم بكلمات مفهومة أو غير مفهومة وهو يطالعهما. النجمة والكاتبة السعودية مريم الغامدي كانت بطلة كل المحاور وحلقات نجوم المهرجان.. إنها في كل يوم تضيف لحياتنا الإعلامية والثقافية بحكم ما تملك من تاريخ ومن مبادرات وأسبقية، ففي كل مرة يجمعنا مجلس خلال المهرجان، مرة معها غسان مسعود ورفيق علي أحمد وزاهي وهبي، وأخرى مع حياة الفهد وسعاد عبدالله وليلى سلمان وغيرهن، أسعد كثيرا باهتمامهم بها كمثقفة وفنانة سعودية صاحبة حضور طاغٍ، بنفس الدرجة التي أسعد بها وبمعرفتها وتاريخها الذي يضيف دوما جديدا لاسم بلادنا وسمعتها، ويشير بعقارب من حب على ساحات ساعات الإبداع النسوي في هذا الوطن الذي كانت المبدعات فيه مشاركات في صناعة مجده، منذ البدء ومنذ مراحل التأسيس في بلادنا، عندما وقفن إلى جانب الرجل في رحلات الإبداع، مثل بخوت المري، نورة الحوشان، وثريا قابل وغيرهن الكثير من المبدعات المليئات بالإنجاز في كل المجالات. مريم الغامدي التي كان حضورها كمنتجة أيضا في المهرجان رغم عدم وجود سوق إنتاجية ضمن برامج المهرجان، كانت كثير من أحاديث الإنتاج تأخذتها مع بعض النجوم العرب مجربي الإنتاج، مثل النجم السوري عبدالهادي صباغ الذي أثمرت أولى جلسات العمل بينهما الاتفاق لإنتاج مشترك جديد. إن مريم الغامدي بلا شك هي صاحبة الحضور الجميل في الملتقيات والمهرجانات العربية، فما بالها وهي تضيف إلى إعلامنا وثقافتنا في مهرجان هو الأضخم عربيا. فاصلة ثلاثية: يقول فيلسوف: الجمال هو الفاكهة الوحيدة التي تؤكل قبل أن تنضج. ويقول آخر: النار تحرق عن قرب والجمال يحرق عن بعد. ويقول ثالث: الجمال الطبيعي انعكاس للروح، ولا يكون الشيء جميلا إلا بقدر ما يصدر عن الروح.