يتحاشى عبد الله أحمد السير بمركبته في حي الكندرة (وسط جدة) خشية تعرضها للتلف، بسبب الحفر والأخاديد التي تنتشر في شوارع الحي وبكثافة، ودائما ما يلجأ أحمد للتحرك بسيارته على الأرصفة في حال أجبرته الظروف للدخول إلى الكندرة خصوصا الجزء المحاذي منه لكيلو اثنين. ورأى أحمد أن طرق الحي تحولت إلى مصائد للمركبات بسبب الهبوطات الاسفلتية، مشيرا إلى أن طفح المجاري يزيد من معاناة المارة والمركبات. ويشكو غالبية العابرين وأهالي الحي من المعاناة ذاتها، إذ يضطر بعضهم إلى الصلاة في مساجد الأحياء المجاورة خشية تعرضهم لمياه الصرف الصحي التي تغمر أجزاء واسعة من الكندرة، بينما يعاني عدد من أصحاب المحال التجارية من الكساد الذي ضرب سوقهم نتيجة عزوف الزبائن عن الشراء من الحي، هروبا من تهالك الطرق ومستنقعات المياه الراكدة. وشكا البائع عبده أحمد من الخسائر التي تعرضوا خلال منذ أشهر عدة، بسبب الحصار الذي فرضته مياه الصرف الصحي على متاجرهم، واصفا الإصلاحات البسيطة التي تطرأ على الحي ب «المسكنات» التي ينتهي مفعولها سريعا، متمنيا وجود حلول جذرية للمشكلة لكي يعود حي الكندرة كما كان مزدهرا في السابق. إلى ذلك، يفكر حسن الزهراني جادا في بيع منزله في الكندرة والانتقال إلى مناطق تتمتع بالحد الأدني من الإصحاح البيئي، وصفا الوضع في الحي بأنه لا يطاق، متمنيا إيجاد حل جذري له في أسرع وقت، خصوصا أن الخطر على حد قوله يزيد يوما بعد آخر. بدوره، شكا محمد عبدالسلام من محاصرة مياه الصرف الصحي لمسجد الحي، لافتا إلى أنه لم يتدخل أي أحد لإزالتها سوى عمليات شفط بسيطة، وما تلبت أن تعود المشكلة مجددا، مطالبا بحلول جذرية للحي وليس مسكنات. وحذر من الأوبئة التي قد تتفشى في الحي بسبب انتشار الحشرات، مبينا أن البعوض يتكاثر بكثافة حول المستنقعات الراكدة في شوارع الكندرة. بينما، ألمح عبدالله العتيبي إلى أنه لا يسلم أي سائق سيارة من السقوط في الأخاديد المغمورة بالمياه، مشيرا إلى أن الحفر الوعائية أجبرت قائدي المركبات على السير على الأرصفة، لحمايتها من الأضرار التي تلحق بها أثناء وقوعها في الطرق المتهالكة. في المقابل، أكد مصدر مسؤول في الشركة الوطنية للمياه أنهم معنيون بتخفيض منسوب المياه الجوفية في المواقع الحرجة في جدة مثل بريمان الشعبي، قويزة، الكيلو 11، الكيلو 14، العليا، الأجاويد 1 و2، السنابل ، جوهرة المعارض، الأجواد، السامر، النسيم الشمالي، الواحة، أبرق الرغامة، الراية، المساعد ومخطط عبيد، وأما غيرها فهو ليس تحت نطاق عملها.. واستدرك المصدر بالقول: «لكن ذلك لا يمنع الشركة من تقديم خدماتها باستمرار في خفض المياه في مواقع أخرى خدمة للأحياء المتضررة وللصالح العام».