يعود إنشاء حي طيبة (الخزان سابقاً) شرقي الجبيل، إلى نحو ثلاثين عاما مضت، ويسكنه نحو خمسة آلاف نسمة بين مواطنين ومقيمين، ويضم دوائر حكومية ومركزا صحيا ومجمعا تجاريا وجامعا ومسجدين، غيرأن سكانه على مدى السنين المتعاقبة لا يزالون يعانون تردي البنية التحتية، ونقص في الخدمات الأساسية، بينما لا ينفك الحي عن أعمال متواصلة للترميم والصيانة، انعكست على كثرة الملاحظات والانتقادات من قبل الأهالي. “الشرق” أجرت جولة لاستطلاع آراء السكان، ورصدت همومهم ومعاناتهم، والتقطت كثيرا من الصور التي توثق رداءة الخدمات وتدني جودة الإنشاءات العامة في الحي. لا تخطيط.. لا أرصفة يحدثنا المواطن مشعل الخالدي من أهالي الحي قائلا: “شوارع الحي تفتقد للتخطيط، والشوارع العامة بلا أرصفة ولا مواقف، إضافة إلى تفشي مخالفات السائقين بالسير عكس الاتجاه الصحيح، وإيقاف سياراتهم على الطرق والشوارع الرئيسة للحي بشكل مخالف، فيما يشهد الشارع نهاية الأسبوع والعطل الرسمية ازدحام العابثين من الشبان لممارسة هواية التفحيط، وإزعاج السكان، معرضين أنفسهم وأهالي وأبناء الحي للخطر”. ساحات للتفحيط وأوضح المواطن عمر عبدالرحمن أن الطرق الرئيسة ومداخل الحي تشهد كثافة في الحركة المرورية، إلى جانب السرعة الجنونية والتهور من قبل بعض السائقين، دون وجود مطبات صناعية تحد من السرعة، وتضمن سلامة العابرين، مشيرا إلى أن السكان باتوا يطلقون ساخرين على شوارع الحي “حلبة الراليات”، ويضيف “حبذا لو قام من يخطط الحي بتصغير مساحة الأرصفة الفاصلة بين الطرق الرئيسة، لاستيعاب أكبر عدد ممكن من مواقف السيارات، التي تتخذ من الشوارع والمساحات الخالية مواقف عشوائية. حفريات بلا ردم ويشيرالمواطن محمد البشري إلى معاناة السكان من الحفريات المستمرة دون ردم أو إعادة سفلتة، وأنها تظل لفترات طويلة دون تدارك أو إصلاح، مشيرا إلى أن بعض فتحات غرف التفتيش الصحي للمجاري تستمر مفتوحة لعدة أيام، أو يتم إنشاؤها بشكل مرتفع عن مستوى الطريق، ما يؤدي إلى إتلاف المركبات، إضافة إلى انتشار حفر في الشوارع الرئيسة للحي بلا تحذير ولا إضاءة، راح ضحيتها زوار الحي من خارج المدينة. الصرف الصحي واستغرب مواطن من بقاء مستنقع لمياه الصرف الصحي لأكثر من ثلاثة أيام مقابل أحد مساجد الحي دون تدارك من الجهة المعنية، وظلت الروائح التي تفوح منه تزعج المصلين، وتنذر بمخاطر بيئية وصحية على الساكنين، وتعكس منظرا لا يليق بأهالي الحي. غياب الرقابة كما يشكو أهالي الحي من انتشار الحشرات والبعوض بسبب عدم ردم المستنقعات، ومع التوسع العمراني الذي يشهده الحي وما يرافقه من انتشار للمطاعم والمحلات التجارية وصالونات الحلاقة، مع غياب الرقابة الصحية عليها، ما يعرض المستهلكين لمخاطر التسمم الغذائي. لا رد بدورها، نقلت “الشرق” انتقادات وملاحظات أهالي حي طيبة لرئيس بلدية محافظة الجبيل المهندس نايف بن فيصل الدويش، لأخذ تعليقه والإجابة عن استفسارات السكان، ودور البلدية في استدراك المشكلات التي رصدتها جولة “الشرق”، ورغم ترحيب المنسق الإعلامي في بلدية الجبيل بدر الشايقي، ووعوده بالرد والتعليق، إلا أن الصحيفة لم تتلق شيئا من ذلك على مدى ثلاثة أيام متتالية. حفر تملأ الشارع العام وسط الحي
سيارة تالفة مهملة على الشارع
حفريات مهملة تشوه الشارع وتضر بالمركبات
أحياء مأهولة بلا سفلتة ولا ترصيف
شوارع بلا تخطيط.. رسم عليها العابثون خطوطا على طريقتهم
نهايات الأرصفة محطمة
مستنقعات لمياه الصرف الصحي وسط الحي (تصوير: عبدالرحمن البيشي)