ظاهرة التجمهر بدأت تأخذ منحى آخر بعد توسع وسائل الاتصال وتطور تقنياته .. تلك الوسائل التي جعلت من كل المواطنين مراسلين، فما أن يقع حادث إلا وتجد عشرات المتحلقين حوله ولا يخلو ذلك التطفل من التقاط بعض الصور من زوايا عدة .. يتسابق المصورون لوضعها على اليوتيوب ومواقع التواصل الأخرى كالفيس بوك وتويتر .. هكذا أصبحنا، شعب نهم للتصوير وتوثيق كل شيء سواء أكان مهما أو غير ذلك، بل يصل إلى حد يتعرض فيه (مراسل الغفلة) للخطر مقابل أن يصور حادثة ما حتى يتصدر المجالس قائلا: عندي العلم اليقين ولدي الخبر الأكيد، مستلا جواله من جيبه بكل اعتزاز. هكذا أصبح الكل مراسلين دون أدنى مقدمات .. وليس هذا بيت القصيد لكن الأهم هو ما يسببه هذا المصور أو المتجمهر أو (المتطفل) من عرقلة للسير وإعاقة لوصول سيارات الإنقاذ والإسعاف والدفاع المدني، لا يتورع ذلك (المتطفل) من إيقاف سيارته على قارعة الطريق أو يتسلق الأسقف والجدران، يزاحم رجال الإنقاذ يسابق سيارات الإسعاف كل هذا من أجل صورة يلتقطها. فالتجمهر حول الحوادث ظاهرة أزلية عززها حب التوثيق والسبق في نقل الخبر وأرى أنها لم تطرق من قبل الإعلام بشكل جدي يحد منها .. كما أرى أنه لا يمكن أن يتم القضاء بسن ضوابط وقوانين أو حتى فرض غرامات هذا واقع لا ملاذ منه شئنا أم أبينا، ولكن يتم الحد منها كظاهرة سلبية بالتوعية والعمل على تثقيف المجتمع وبث رسائل عبر كل وسائل الإعلام أو حتى خطب الجمعة. سر أحمد اليوبي