تأتي القمة السعودية الفرنسية، اليوم، تتويجا لعلاقات استراتيجية بين البلدين الصديقين. وتكتسب أهمية خاصة نظرا لانعقادها في وقت تشهد فيه المنطقة العديد من الحرائق التي يتطلب إخمادها الكثير من الحنكة والنظر في عواقب الأمور ببعد نظر، خصوصا ما يجري في الأرض السورية من سفك لدماء الأبرياء، كما أن هذه أول زيارة يقوم بها الرئيس فرنسوا هولاند للمملكة منذ انتخابه رئيسا لبلاده، وستتيح الزيارة الفرصة له للتعرف عن كثب على آراء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حيال قضايا المنطقة وبؤر التوتر فيها، ولا سيما الأزمة السورية والصراع العربي الإسرائيلي والبرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. وقد توافقت أكثر من مرة جهود المملكة وفرنسا لتحقيق الاستقرار في لبنان الذي بات مهددا بانعكاسات الأزمة السورية. والآن تتطابق إلى حد كبير وجهات نظرهما إزاء وقف نزيف الدم السوري ووضع حد لتعنت نظام بشار الأسد وإمعانه في القتل، منتهكا الأعراف الإنسانية والمواثيق الدولية. ومن ثم ينتظر أن تساهم نتائج قمة الملك عبدالله والرئيس هولاند في دعم الجهود العربية والأممية الهادفة لإعادة الأمور إلى نصابها لينعم شعب سورية بالأمن الذي يفتقده. كما تتفق وجهات نظر المملكة وفرنسا حول ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، وإبعاد أسلحة الدمار الشامل بما فيها الأسلحة النووية عن منطقة الشرق الأوسط. ولا تقتصر العلاقات السعودية الفرنسية التي تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ على الجوانب السياسية، بل تشمل مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والتعليمية والاجتماعية.