تصاعدت شكاوى سكان محافظة جدة من انتشار الذباب بشكل ملفت في مختلف أحياء المدينة، في الوقت الذي اختفت فيه عمليات الرش والتعقيم في مختلف المواقع، خاصة داخل الأحياء، والأسواق العامة، وبالقرب من أماكن النفايات. وأكد عدد من السكان وأصحاب المحلات التجارية تفاقم المشكلة بشكل مخيف خصوصا هذه الأيام وانتشار الذباب في الشوارع والمنازل والمحال التجارية، الأمر الذي شكل إزعاجا للسكان وأسهم في نقل العديد من الأمراض.. وجعلهم يلجأون إلى استخدام كل الوسائل التي تساعد في القضاء على الذباب من مصايد كهربائية ومضارب حيث أصبحت تتواجد في كل منزل ومحل. وقال علي باطهف مسؤول داخل محل تجاري في منطقة باب شريف بالبلد: إن الذباب منتشر بشكل كبير داخل هذه المنطقة رغم حرص بعض أصحاب المحلات على نظافة محلاتهم من الداخل والمنطقة المحيطة بهم، ورغم ذلك تجد أسراب الذباب تتطاير هنا وهناك. وأشار محمد أبو نجيب إلى أن انتشار الذباب أمر أزعج الكثيرين سواء أصحاب المحلات أو المنازل وتحديدا في المواقع التي تنعدم فيها النظافة وبقايا الأطعمة حول الحاويات التي تتعرض للنبش اليومي من الحاجات والعمالة المتخلفة الباحثة عن علب المشروبات الغازية والكراتين، تاركين الحاويات وقد تبعثر حولها كل شيء ما يجعل الذباب يتوالد ويتكاثر عليها، وطالب أبو نجيب من أمانة جدة مكافحة الذباب وأماكن انتشاره على الأقل التخفيف من انتشاره بهذا الشكل. أما أحمد الشهري فأكد انتشار الذباب خصوصا خلال الأيام الماضية مع إجازة العيد التي تكدس فيها النفايات داخل الأحياء وفي الشوارع بعد ذبح الأضاحي وخلفت الكثير من المشاكل الصحية بسبب الذبح العشوائي، إذ تجد انتشاره في كل الأماكن، وتستغرب دخوله إلى المنازل وفي السيارات، والمطاعم فما أن تقف أمام أحدها إلا وتجد انتشار الذباب من المدخل رغم نظافته.. وقال: مع عدم تواجد فرق الرش ومكافحة الذباب ليس أمامنا سوى شراء المضارب والمصائد الكهربائية للقضاء على الذباب. وفي ذات السياق رأت أخصائية النساء والولادة في أحد المستشفيات الخاصة الدكتورة إيمان عبدالقادر، أن أبرز وسائل تكاثر الذباب هو وجود حاويات النفايات المفتوحة، والتي تحتوي على بقايا الأطعمة، وفيها تجد أسراب الذباب التغذية المناسبة وتجد في التجمعات المائية البسيطة أو الكبيرة السوائل التي تغذي جسمها، وبالتالي سهولة تكاثرها ووضع يرقات تنتج أجيالا جديدة من الذباب، إضافة إلى سرعان ما يستغل الذباب حركته الخفيفة في الدخول إلى المنازل، مهددا بنشر الأمراض. وأضافت، أن الذباب يتسبب في نقل الأمراض التي تتمثل في بعض أمراض العيون وبعض الأمراض الجلدية، كما يتسبب في معظم الأمراض المعوية مثل: الكوليرا والتيفود، الباراتيفود، إسهال الأطفال، الدوسنتاريا بنوعيها الباسلية والأميبية، التسمم الغذائي، والدفتريا. وأشارت د. إيمان إلى مكافحة الذباب والحشرات بضرورة استخدام المبيدات في المنازل التي تقتل الحشرات وليست الطاردة لها، لأن الطاردة تجعل هذه الحشرات تتغذى وتتكاثر وتعود إلى حياتها الطبيعية.. داعية إلى ضرورة إيجاد حلول جذرية لمشكلة حاويات القمائم المفتوحة ومعالجة موضوع النابشات، وتقيد أصحاب المحلات التجارية كالمطاعم ومحلات الفواكه الخضار حتى يتم التحكم في هذه المشكلة البيئية. من جهته أكد الناطق الإعلامي لأمانة مدينة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري أن لدى الأمانة فرقا ميدانية متواصلة في كل فروع بلدياتها، لمكافحة جميع الحشرات والقوارض والذباب والحيوانات القعورة، من خلال توقيع عدة عقود قبل ثلاثة أشهر. وقال الدكتور النهاري: إن على المواطنين الذين يتضررون من انتشار الذباب أو الحشرات أو لديهم أي مشكلة أن يتصلوا على رقم عمليات الأمانة الخاصة باستقبال الشكاوى والاقتراحات أو الحضور إلى أحد فروع البلدية ليقدم شكواه، مؤكدا أن وعي المجتمع وتعامله مع النفايات يسهم كثيرا في معالجة مثل هذه المشاكل البيئية، لأنه للأسف العديد من الأسر تتعامل مع النفايات بصورة بدائية دون استخدام الأكياس المحكمة، حيث يتجه الأبناء أو الحراس أو الخادمات إلى رمي النفايات على هيئتها، وهو ما يؤدي توفير الأطعمة للقطط والحشرات.