دخل الذباب حلبة المنافسة مع البعوض في نقل الأمراض بعد السيول والأمطار التي هطلت على جدة أخيرا. وحذر المختصون من الانتشار الكثيف للذباب، وطالبوا أمانة جدة بسرعة القضاء على الذباب الذي سرعان ما يستغل حركته الخفيفة في الدخول إلى المنازل مهددا بنشر الأمراض. وشددوا على ضرورة استخدام المبيدات في المنازل التي تقتل الحشرات وليست الطاردة لها؛ لأن الطاردة تجعل هذه الحشرات تتغذى وتتكاثر وتعود إلى حياتها الطبيعية تجمعات الأمطار استشاري طب الأسرة والمجتمع في الرعاية الصحية في جدة الدكتور خالد عبيد باواكد ركز على أهمية «النظافة كعنصر أساسي للوقاية من العديد من الأمراض، والبيئة الملوثة سواء بالمياه الراكدة أو بقايا تجمعات الأمطار خصوصا في الأحياء الضيقة تشكل بيئة خصبة للبعوض والذباب في التكاثر، وإصابة الفرد ببعض الأمراض سواء كانت تشكل خطورة كحمى الضنك والملاريا أو عادية مثل الحكة الجلدية. ولفت باواكد إلى «أنه توجد عشرات الأنواع من الذباب ومعظمها ينقل الأمراض عن طريق لدغ الشخص أو الحيوان المريض وحمل بعض الميكروب وحقنه في الشخص السليم، ويمر الميكروب في جسم الذبابة بدورة معينة قبل أن تحقنه مع لعابها في جسم الشخص السليم»، موضحا أن «الذباب ينقل أمراض مختلفة، منها التراخوما والرمد الصديدي وبعض الأمراض الجلدية، وغيرها من الأمراض المعوية». ونصح باواكد «بضرورة استعمال المبيدات الحشرية المنزلية التي لا تؤثر على صحة الإنسان، وإبعاد الإطفال المصابين بالربو عن مواقع الرش، وعدم ترك المأكوت المكشوفة في المطبخ، واتخاذ كافة الوسائل التي تمنع دخول الذباب إلى المنزل عند الدخول والخروج، حيث إن الذباب يتميز بخفة الحركة وسرعة الطيران». مواد طبيعية واتفقت المختصة في مكافحة الحشرات خديجة بخاري مع رأي الدكتور باواكد، وقالت: «بعد موجة السيول والأمطار تحتاج جدة الآن إلى جهد كبير من الناحية البيئية، فالملاحظ أن أعداد البعوض والذباب زادت بشكل لافت للنظر، وللأسف أصبح الذباب ينافس البعوض في نقل الأمراض، وهو ما يتطلب من الأمانة سرعة التحرك لمكافحة هذه الحشرات». ورأت بخاري أن «استخدام المواد الكيماوية في عمليات الرش يضر البيئة وصحة الإنسان». وطالبت بالتوجه «إلى استخدام المواد الطبيعية التي لا تضر البيئة والإنسان، وهو توجه عالمي في مكافحة الحشرات في الشوارع أو المنازل أو المزارع»، مشيرة إلى «أن مكافحة الحشرات شهدت تطورا كبيرا في المواد والآليات المستخدمة ومنها الأسلوب الحراري الذي لا يلوث البيئة ولا يهدد صحة الإنسان». أنثى الذباب وفي السياق نفسه، أوضح المختص في علم الحشرات محمد العلي «أن الذباب يمتص غذاءه من القمامة والقاذورات التي يقف عليها، وينقل إلى المأكولات السليمة الميكروبات التي تلتصق بجسمه بصورة آلية»، مشيرا إلى «أن أنثى الذباب تضع بيضها في مجموعات تحتوي كل منها على ما بين 120 و150 بيضة، ويفقس البيض في فترة تتراوح بين 10و 24 ساعة وتخرج منه يرقات تمر في دورة محددة لها عدة مراحل تستغرق في مجموعها ما بين سبعة وعشرة أيام، وتنتهي بخروج الذباب الناضج الذي يعيش نحو شهر واحد». ودعا العلي «لاستخدام المبيدات التي تقتل الحشرات وليست الطاردة؛ لأن الطاردة تجعلها تتغذى وتتكاثر وتعود إلى حياتها الطبيعية، على أن تستخدم هذه المواد بعيدا عن الأطفال».