.. في بريد اليوم رسائل القراء وهي رسائل تبحث عن إجابات شرعية، ولإعطاء الإجابات التي لا تخطئ فقد لجأت للصحيح من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لإعطاء الإجابة على أسئلة القراء المحترمين. فالسيد محمود إسماعيل صواف يقول: أعرف أن العفو عند المقدرة من شيم الكبار من كرام الناس ولكني أسألك عما ورد في ذلك شرعا؟. ولأخي محمود أقول : في محكم التنزيل يقول رب العزة والجلال: {وأن تعفوا أقرب للتقوى}. كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ينادي منادٍ يوم القيامة فيقول: من كانت له يد عند الله فليقم، فلا يقوم إلا من عفا» . وفيما روى أبو داود وابن ماجه والترمذي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين ما شاء. ويسأل السيد أحمد موسى: لقد خنقتني الديون ولا أريد أن أمد يدي لأحد ولكني أسأل عن دعاء يقضي به الله ديني؟. وأنا أكتفي بهذه المروية . فقد روى أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد ذات يوم فإذا برجل يقال له أبو أمامة جالسا فيه قال: يا أبا أمامة مالي أراك جالسا في المسجد في غير وقت صلاة؟ قال: هموم لزمتني يا رسول الله ! قال : أفلا أعلمك كلاماً إذا قلته أذهب الله تعالى همك وقضى عنك دينك، قل إذا أصبحت وإذا أمسيت : اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال . قال: فقلت ذلك فأذهب الله عز وجل عمي وقضى عن ديني. والرسالة الثالثة من الأخ محمد علي عوض وفيها يقول : ما يبلغ دعاء الوالدة لابنها؟. وأكتفي بالإجابة على السؤال بهذه المروية: يروى أن نبي الله موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، سأل ربه جل جلاله قائلا: يا رب أرني من رفيقي في الجنة ؟ فأوحى الله سبحانه وتعالى إليه وقال : يا موسى أول رجل يمر عليك من هذا الطريق فهو رفيقك في الجنة، ومر عليه رجل وسار موسى وراءه يريد أن يفهم ويعلم ماذا يصنع هذا الرجل حتى أعطي رفقة الأنبياء في الجنة؟ وإذا بالرجل يدخل بيتا ويجلس أمام امرأة عجوز، ويخرج قطعا من اللحم فيشويها ويضعها في فم العجوز ويسقيها الماء ويخرج. فسأله موسى: من هذه بحق الله عليك؟ والرجل لا يعلم من السائل؟ فقال له : إنها أمي. فقال موسى: أو ما تدعو لك؟ فقال الرجل: إنها تدعو لي بدعوة واحدة لا تغيرها. فقال موسى: فماذا تقول في دعوتها؟ فقال الرجل: إنها تدعو لي قائلة: اللهم اجعل إبني مع موسى بن عمران في الجنة. فقال له الكليم موسى عليه السلام: أبشر فقد استجاب الله دعاءها وأنا موسى بن عمران، وهذا ببركة دعوة أمه، لأن دعوة الوالدين مستجابة.