تدخل خدمات الحج مرحلة جديدة بآليات ورؤية مستقبلية متطورة بعد أن قطعت 60 ألف كيلو متر، بواقع 1500 رحلة حتى 13 من الشهر الحالي، فيما قدمت لضيوف الرحمن من كبار السن خدمة النقل عبر 224 من عربات القولف كهربائية وصديقة للبيئة، وبنجاح قياسي منذ انطلاقة القطار قبل عامين، حيث يربط المشاعر من عرفات ومزدلفة نزولا عند الجمرات في منى في حركة ترددية آلية من دون سائق، ويدخل قطار المشاعر منظومة نقل الحجاج بشكل سريع ومتقدم، ضمن خطة تفويج دقيقة ومنظمة، بطاقة استيعابية كبيرة بين عرفات ومزدلفة ومنى، معززة آليات الحركة والتفويج والحركة بين المشاعر. وذكر مدير عام القطارات في العاصمة المقدسة فهد أبو طربوش أن قطار المشاعر يدخل هذا العام 1432ه، الخدمة بكامل طاقته الاستيعابية، وجاءت الاستعدادات عبر خطوات مدروسة، وبعمل الجداول الزمنية ومواعيد تفويج الحجاج لمحطات القطار. وأوضح أبو طربوش أنه سيتم نقل نصف مليون حاج في رحلة الحج الكاملة، بالإضافة إلى مليون حاج بين محطات القطار ومحطة الجمرات يوم العيد وأيام التشريق وسيكون سعر التذكرة كالعام الماضي. وأشار أبو طربوش إلى أن هناك خطة تشغيلية قد انطلقت منذ السابع من ذي الحجة، وما زال القطار مستمرا في الحركة في اتجاهين ذهابا وإيابا ويقف في كل محطة، على مراحل زمنية تستمر حتى صباح العيد، ويقوم قطار المشاعر خلال موسم الحج بأربع حركات متنوعة، الحركة الأولى هي التصعيد من منى إلى عرفات، وتتم من منتصف ليلة التاسع من ذي الحجة حتى ضحى يوم العاشر، والحركة الثانية، وهي الأهم، هي النفرة من عرفات إلى مزدلفة؛ لأنه يجب نقل 500 ألف حاج في أقصر وقت ممكن قبل الساعة 11، وفي الحادية عشرة والنصف يبدأ نقل الحجاج من مزدلفة إلى منى، ويمكن للحاج أن ينزل في أية محطة من محطات منى أو في محطة الجمرات، حسب رغبته، أما الحركة الأخيرة فهي التي يعمل فيها القطار على نمط المترو، أي يقف في كل محطة من المحطات التسع ذهابا وإيابا، وزمن الرحلة من عرفات إلى مزدلفة نحو سبع دقائق وإلى منى نحو سبع دقائق أخرى، وكامل الرحلة من عرفات إلى منى 15 دقيقة، لافتا إلى أنه سيكون متاحا لجميع الحجاج النظاميين كامل أيام التشريق. وأوضح أبو طربوش أن قطار المشاعر سينقل نصف مليون حاج خلال ست ساعات من مشعر منى مرورا بمزدلفة وصولا إلى عرفة إضافة إلى نقل مليون حاج أيام التشريق وتكون التذاكر مخفضة طوال أيام التشريق، ويعتبر قطار المشاعر المقدسة أحد أهم المشاريع التي نفذت في تاريخ الحرمين الشريفين، لأهميته في تفويج الحجاج وفق أكثر الإجراءات سلاسة وسلامة وسرعة، حيث جاءت فكرة قطار المشاعر محاولة لتلافي مشاكل النقل الحالية، وازدحام المشاعر بالحافلات ووسائل النقل الأخرى، كما أن الاختناقات المرورية كانت إحدى مظاهر الحج السنوية، رغم الجهود الواضحة التي تبذلها الجهات المختصة لتلافيها. إلا أن محدودية المكان وكثرة الحجاج ووسائل النقل، جعلت تلافي الاختناقات المرورية أمرا أشبه بالمستحيل، إذ تعد المشاعر المقدسة وقت الحج أكثر الأماكن كثافة بشرية في العالم، ومع دخول قطار المشاعر بكامل طاقته، تدخل خدمات الحج مرحلة جديدة بآليات ورؤية مستقبلية متطورة حيث يربط القطار بين مشاعر عرفات ومزدلفة نزولا عند الجمرات في حركة ترددية آلية بدون سائق، وقدرة استيعابية عالية، ينقل خلالها ضيوف الرحمن عبر الأودية وسفوح الجبال في طبيعة جغرافية صعبة، وهو يسير على سكة حديدية طولها 20 كيلو مترا، تنقسم إلى مسارين مرتفعين عن الأرض، كما أن القطار يوفر 30 ألف حافلة ما يؤثر إيجابا على الحركة المرورية في مكةالمكرمة. وعن الطاقة الاستيعابية للقطار تبلغ 72 ألف حاج في الساعة لمواجهة الطلب على النقل في النفرة من عرفات إلى مزدلفة ومن مزدلفة إلى منى، بحيث يمكن نقل نحو نصف مليون حاج خلال ست ساعات، حيث إن هذه الطاقة الاستيعابية تعد أعلى طاقة قطار في العالم.