عندما وقف المسلمون يوم أمس في عرفات الله.. فقد كان عليهم أن يتذكروا خطبة رسول الله.. محمد بن عبدالله .. التي أسست لقيام الدولة الإسلامية على العدل.. والمساواة وتأمين الحقوق الإنسانية وتنظيم شؤون الرعية.. وإدارة شؤون الشعوب.. ومقارنة كل ذلك بما يحدث ويجري سواء في عالمنا العربي والإسلامي.. أو في مختلف أرجاء الأرض.. بكل ما يقع فيه من ظلم.. وتعد على الحقوق.. وإساءة للتعامل مع الشعوب.. وقتل.. وإرهاب.. وأزمات اقتصادية.. وفساد أخلاقي مدمر.. وانهيار تام للقيم الإنسانية أيضا.. ** إن هذا اليوم العظيم.. هو يوم التوحد.. والطهارة.. يوم يقف فيه الإنسان حاسر الرأس والبدن.. أمام الله سبحانه وتعالى.. طالبا المغفرة والرحمة.. وراجيا السلامة من كل ما يراه.. ويحياه.. ويشهده من آلام.. ومآس.. وجراحات ومظالم.. وبإلقاء نظرة سريعة على ما يجري في عالمنا العربي فقط.. فإننا سندرك مدى حجم الكارثة اللا إنسانية التي يتعرض لها أكثر من شعب.. وكذلك مدى الفقر.. والجهالة.. والتفسخ الذي ينتشر في مختلف الأرجاء.. فضلا عن النزاعات المذهبية والقبلية.. والطائفية.. وكأننا أعداء لبعضنا البعض.. وكأننا لسنا شعوبا واحدة.. تجمعها أوطان واحدة.. ومصير واحد.. وإلا فكيف يقتل المسلم أخاه المسلم.. والعربي شقيقه العربي في الدم والوطن.. وكيف تتعرض المجتمعات كل المجتمعات لهذا الفساد الأخلاقي المدمر.. كم هو صعب ومؤلم حال الأمة..؟ وكم هو محزن.. ومؤلم.. أن تتحول أمانيها إلى مآس لا يمكن أن يقبلها العقل..؟ وكيف يمكن لنا جميعا أن نحاسب أنفسنا.. ونقف وقفة صادقة معها.. ولا نمضي إلى المزيد من المآسي التي لا يمكن أن تستثني أحدا.. إذا نحن سمحنا لهذه الأوضاع بأن تستمر.. وتعمل على نشر ثقافة جديدة.. هي ثقافة الموت.. والكراهية.. والعنف بين أبناء الشعب الواحد.. وتلك مأساة حقيقية.. لا يجب أن نسمح بها. *** ضمير مستتر: الشعوب التي تقتل نفسها.. لن تجد من يدافع عنها بل ستجد من يستثمر كراهيتها لبعضها كي يدمرها في النهاية. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة [email protected]