لا أكاد أصدق.. أن سعوديا واحدا.. يتمتع بكامل وعيه وإدراكه.. ويعرف عقيدته جيدا.. ويريد وجه الله حقا.. ويبتغي المثوبة منه.. والوصول إلى الجنة. أقول.. لا أعتقد أن سعوديا واحدا عاقلا يترك أهله وولده ووطنه.. ويخطئ فهم عقيدته.. ويلتحق بواحدة من المنظمات التي تعمل على الساحة العربية أو الإسلامية أو الدولية لقتل الإنسان وتدمير الممتلكات.. وتجريم الدول والشعوب.. وكراهة الغير إلى الحد الذي فعله «62» من المنسوبين إلى هذا البلد.. الطيب.. والطاهر.. والمقدس.. بلد الإيمان والأمان والحب والخير والدعوة إلى الوئام بين شعوب الأرض. وكما نشرت الزميلة صحيفة الوطن في عددها الصادر يوم الجمعة الماضي.. فإن «10 %» من تنظيم «فتح الإسلام» اللبناني المسلح هم من السعوديين .. وإن عددهم بلغ «62» فردا.. وكما نعرف فإن هذا التنظيم المسلح دخل منذ «5» أعوام في حرب ضروس مع الجيش اللبناني الذي ينظر إليه على أنه تنظيم إرهابي.. وخارج على القانون.. فهل «جن» هؤلاء وفقدوا عقولهم حتى يحولوا أنفسهم إلى «حطب جهنم» بدخولهم في صراعات سياسية.. ومصلحية.. وفئوية.. لا شأن ولا علاقة لها لا بدين.. ولا بمواطنة.. ولا بعدالة.. ولا بدوافع إنسانية أو أخلاقية.. فما الذي دهى هؤلاء.. وأصابهم في عقولهم لكي ينخرطوا في تنظيمات تقاتل بعضها بعضا لأهداف سياسية.. أو مصالح فئوية.. أو طائفية.. أو لخدمة آيدلوجيات وانتماءات وولاءات خاصة، أبعد ما تكون عن مصالح أوطانها. وإذا أصيب أي بلد عربي أو إسلامي بهذا الوباء المدمر.. فما شأننا.. وما علاقتنا نحن بصراعات الآخرين.. وحروبهم بين بعضهم البعض.. وأرجو أن لا يظهر لي أحد يفسر.. أو يبرر.. أو يسوغ هذا العمل على أنه من الإسلام.. أو أنه دفاع عن القضايا الإسلامية.. أو أنه «جهاد» على الإطلاق؟!. إن الأمر لا يزعجني وحدي.. وإنما كما أتصور كل إنسان يخلص لعقيدته.. أو لوطنه هذا.. وكفانا تشويها لصورة بلدنا.. ولعقيدتنا.. والله المستعان. *** ضمير مستتر: عندما يغيب العقل.. فإن الشيطان هو الحاضر الوحيد. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة [email protected]