الحج علامة فارقة في حياة المسلم يحتاج لذلك إلى زاد مادي ومعنوي وشحن بدني وقلبي، والحج عبادة تمزج بين القلب والجسد.. فالمرء المتوقف والمتأمل لكل منسك يجد فيه لفتة إيمانية وقلبية من النية التي محلها القلب حتى طواف الوداع ودموعه تترجم خشوعه لربه .. يقول تعالى في سورة الحج «لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم» ، ويقول سبحانه: « ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب . لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق» .. التعظيم والتقوى محلهما القلب فالحج رحلة إيمانية جليلة يسبق القلب فيها الزمان ويعبر مجتازا المكان.. يشتاق للرحلة منذ زمن بعيد يتمنى أن ينطلق إلى بيت الله الحرام وإلى مسجد رسول الله وإلى كل المشاعر المقدسة.. هذا الحب المتزايد والشوق المتأجج في القلوب لا تسكن جذوته إلا بمشاهدة بيت الله، يوجه المسلم إليه أشواقه، ويقضي بالرؤية والقرب حنينه، وكل ذلك يذكره بالله سبحانه.. ومن قد منعهم العذر عن شد رحال الأجساد، توجهت قلوبهم وأرواحهم للقاء ربهم الذي يحبونه، وتعلقت قلوبهم بالبيت والمشاعر، فعظموها كما أمر الله، «ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب» .. الكل متواضع ذليل بلباس واحد ونداء واحد وفي مكان واحد وتوجه واحد وفكرة واحدة، إنها (حجة قلب). نزار رمضان