أنا أينما صلى الأنامُ رأت عيني السماء تفتحت جودا ضج الحجيج هناك فاشتبكي بفمي هنا يا وُرق تغريدا وأعز ربي الناس كلهُمُ بيضا فلا فرقت أو سودا على أعتاب العشق.. قد تفنى نفوس أعياها المسعى للوصال .. وتشتت قلوب أضناها طول الانتظار .. ونظرات حائرة تسعى بملء العين لاحتواء الهيبة وأضواء الجمال والجلال!! إنها حال .. الواقعين في هواه .. المشهد العرفاتي المهيب .. المنتهين إليه .. من حازوا كرامة الصعود وشرف الحضور .. تلبية للنداء الرباني الدفين في أعماق القلوب .. يوم أن صدع بها إبراهيم عليه السلام استجابة لربه .. (وأذن في الناس بالحج) .. فكان ذلك النداء شركا أوقع القلوب في هوى البيت الحرام .. وجاذبا خفيا يجمع في طياته النورانية أناسا من كل أجناس الأرض .. تجتمع وتأتلف وتتحاب وتسير كتفا إلى كتف إلى عرفات الله!! إن الله تبارك وتعالى ينظر إلى الواقفين في عرفات بعين اللطف والرحمة.. ويباهي بهم ملائكته!! وقد أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام بالاجتهاد في الدعاء في عرفات .. نعم الدعاء .. وتأدية المناسك في خشوع تام وتركيز واستغراق وصدق .. هي إعادة تنظيم بجهازك العصبي والهرموني والكيماوي .. والتي يصل الإنسان عن طريقها إلى رحمة الله ومغفرته .. وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة. وأفضل ما يقوله المرء يوم عرفة هو كلمة التوحيد: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير. جعل الله حجكم مبرورا وزيارتكم مقبولة وسعيكم مشكورا .. وكل عام وأنتم بخير.