حذر اللواء محمد بن عبدالله القرني قائد قوات الدفاع المدني في الحج من خطورة محاولات بعض الحجاج الصعود إلى جبل الرحمة خلال وقوفهم بعرفة، أو التزاحم في المنطقة المحيطة به، لما قد يترتب على ذلك من حوادث السقوط أو الانهيارات الصخرية، لا سمح الله. وقال تزاحم الحجاج في منطقة جبل الرحمة ومحاولات بعض الحجاج تسلق الصخور في الصعود إليه يمثل أحد أبرز المخاطر التي يتم العمل على تلافيها في يوم عرفة، لذا نناشد حجاج بيت الله الالتزام بتعليمات رجال الدفاع المدني والتي تنص على منع الصعود إلى المناطق المرتفعة في جبل الرحمة، وتجنب الزحام في محيط مسجد نمرة، مع الحرص على إفساح المجال أمام آليات الدفاع المدني لمباشرة مهامها من أجل سلامة الحجيج، مؤكدا تكثيف تواجد وحدات الدفاع المدني في كافة المواقع التي تمثل خطرا على سلامة الحجاج وعمل سياج بشري آمن في محيط جبل الرحمة واتخاذ كافة الاستعدادات للتعامل مع أي حالات إصابة نتيجة للزحام أو التدافع. أمطار الأحد وأبان أن الأمطار التي سقطت على العاصمة المقدسة والمشاعر مساء يوم الأحد 5 ذو الحجة وتراوحت بين غزيرة إلى متوسطة كشفت عن جاهزية قوات الدفاع المدني المشاركة في مهمة الحج هذا العام لتنفيذ الخطة التفصيلية لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول من حيث سرعة الاستجابة وانتشار الفرق والوحدات المتخصصة في أعمال الإنقاذ المائي والمجهزة بالقوارب السريعة، وكذلك متابعة شبكات تصريف مياه السيول بالمشاعر والتأكد من مدى فاعليتها وعدم وجود أي عوائق تحد من جريان السيول. وقال بفضل الله سجلنا نجاحا للخطة المخصصة للحرم المكي والذي يحظى بوجود قوة متخصصة داخل الحرم المكي الشريف توزعت لدى الأبواب الرئيسية والطواف والأدوار وفي ساحات المسجد الحرام والسلالم الكهربائية المؤدية إلى نفق السوق الصغير، وهذه القوة متخصصة في أعمال الإنقاذ والإسعاف، وقال لدينا غرفة عمليات متطورة بجميع الأنظمة الحديثة. وعن استعدادات قوات الدفاع المدني لاحتمالات سقوط الأمطار خلال يوم عرفة أكد وجود خطة تفصيلية لمواجهة هذه النوعية من المخاطر الافتراضية تشمل تمركز وحدات وفرق الإنقاذ المائي في المواقع الأكثر عرضة للمخاطر مثل تجمعات مياه الأمطار، وذلك بالتعاون مع وحدات من حرس الحدود والذين يتواجدون بعرفة لدعم قوات الدفاع المدني، وكذلك هناك تنسيق كامل مع وزارتي الحج والنقل لتوفير وسائل نقل الحجاج وتنفيذ عمليات الإخلاء للحجاج إلى مواقع آمنة داخل عرفات في حالات تعرض مساحات كبيرة لمخاطر السيول، وتستوعب مراكز الإيواء في عرفات أعدادا كبيرة من الحجاج الذين قد يضطر إلى إخلائهم في حالات الحرائق أو الحوادث الكبرى، لا قدر الله. كوادر وآليات وبين أن الدفاع المدني جند في موسم حج هذا العام 25700 ضابط وفرد وموظف مدني يدعمهم 6900 آلية و 19 طائرة عمودية من أسطول طيران الأمن، و 40 قاربا مزودة بكل وسائل الإنقاذ وتتمركز في مواقع محددة بدقة تبعا لما توصلت إليه فرق رصد المواقع المعرضة لمخاطر الأمطار والسيول بزيادة 10 % عن العام الماضي، مشيرا إلى الاستعانة بسيارات طرد وشفط الدخان والملوثات الهوائية من الأنفاق وآليات مكافحة الملوثات الكيميائية والإشعاعية سخرت جميع تلك الجهود والإمكانات لخدمة ضيوف الرحمن. وأوضح أنه تم هذا العام أيضا تشغيل نظام الاستشعار عن بعد، الذي يربط بين عدد من المنشآت الحيوية في محيط الحرم بعمليات الدفاع المدني آليا، بحيث يمكن استشعار أي خلل في أنظمة الإنذار والإطفاء بها وتلقي البلاغات آليا عن أي حوادث تقع فيها في زمن لا يتجاوز 3 5 ثوان، إضافة إلى نشر عدد كبير من فرق رصد الملوثات الهوائية المزودة بأجهزة الآي باد لإبلاغ عمليات الدفاع المدني عن تجاوز نسبة الانبعاثات الكربونية في الأنفاق ومواقع تجمع الحجاج عن الحدود المسموح بها. وأضاف «توجد قوة للطوارئ والإسناد يتواجد فيها فرق تخصصية بما يزيد عن ألفي رجل لدعم أي موقف في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، وهناك جزء من هذه القوة مؤهل لنقله إلى خارج مكة والمشاعر عندما يتطلب الموقف ذلك، كما لدينا 10 % من القوة العاملة في كافة مناطق المملكة مهيأة إلى نقلها لدعم الحج ومناطق الحج متى ما تطلب الأمر ذلك، وكل ذلك من خلال أنظمة إلكترونية مسجلة ويتم إشعار المشارك من خلال النظام نفسه». وأضاف اللواء القرني «هناك 250 وحدة ميدانية متنوعة تشمل أعمال المسح الوقائي والإطفاء والإنقاذ والإسعاف وتحليل المخاطر وقد روعي في توزيع الوحدات المناطق الأكثر كثافة بشرية». وذكر أن هناك وحدات التدخل السريع قدرت بنحو 300 وحدة تدخل سريع عبارة عن سيارات جيوب ودراجات نارية للتدخل الفوري مزودة بجميع التجهيزات بما فيها المسدسات المائية وأجهزة التنفس للمباشرة الفورية في حوادث الأنفاق أو الفنادق أو إسكان الحجاج. 20 ألف متطوع وشدد القرني على وجود أكثر من 20 ألف متطوع لدى الدفاع المدني، وقال «لدينا إدارة تعنى بالتطوع في جهاز الدفاع المدني تحت مظلة الحماية المدنية ولها تنظيم وآلية ومسجلة لدى الدفاع المدني، وتتم متابعتهم على مدار العام من قبل المناطق الموجودين فيها ومن خلال التخصص الذي يمكن أن يشارك فيه الشخص وسيشارك في مهمة حج هذا العام ما يزيد عن 300 متطوع في أعمال متفرقة، كما يشاركنا في هذا العام طلبة المعهد الصحي كمتطوعين في خدمة ضيوف الرحمن وبالذات عمليات الإنقاذ في منشأة الجمرات وفي مشعر عرفات وفي الحرم المكي الشريف كما تشارك الندوة العالمية للشباب الإسلامي ويشارك عدد من الشباب المتطوعين في مجال الطب والطب الوقائي».