سيظل بعضنا الكثير يتغنى بالماضي البعيد وبفتوحاته وبمقولات كان أبي حتى الموت. وبالتالي سنظل كشعوب عربية وإسلامية، نعيش في الهامش الحضاري وعلى قشور ما يبدعه العالم.. وسنظل شعوبا تعيش على الفتات الحضاري ومتفرجين بينما الشعوب الأخرى تتسابق وتركض في مضمار الحريات والإبداع وتحطيم الأرقام العلمية.. مادمنا غير قادرين على تشخيص المرض الذي ينخر الجسد العليل. ****** تذكرت كل هذا وأنا أرى المغامر (فيليكس باومغارتنر) يعود إلى أمه الأرض بعد قفزته التي كسرت حاجز الصوت ب (1.24) مرة. يعود بمنتهى الرشاقة وواقفا على قدميه، ومحطما ثلاثة أرقام قياسية تخدم العلم والحياة. أن ذلك الفتح الجميل لم يأتِ هكذا بعمل فردي. أنه نتاج عمل جماعي شاق، أنجزه كوكبة من العلماء، يعملون بصمت وبصبر وفي ظل بيئة صحية. وعندما نحدق في الأرقام القياسية المحققة عربيا في موسوعة «جينيس»، سنرى إبداعنا قد تحقق في (الفشخرة) والأشياء الاستهلاكية: كأكبر صحن كبسة وأكبر صحن حمص وأطول مائدة في العالم .. الخ. ****** وترى هيئة الإذاعة البريطانية أن قفزة فيليكس، قدمت (معلومات لا تقدر بثمن حول تطوير شبكات مظلات للأداء العالي والقفز من ارتفاعات عالية وأن الدروس المستفادة ستقدم معلومات قيمة حول تطوير أفكار جديدة لعمليات الإخلاء الطارئ من سفن الفضاء). كما أوضح المغامر النمساوي بأن تلك القفزة التي يراها البعض بلا معنى أو من باب الرفاهية الزائدة والمغامرات الغربية ليست مغامرة هكذا، فقط من أجل تسجيلها في موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية. بل من أجل (أبحاث علمية وطبية واستكشاف معايير جديدة في مجال سلامة الطيران وتعزيز إمكانيات رحلة الإنسان إلى الفضاء).. ولكن (زيادة الخير خيرين) عندما تدخل في الموسوعة كمحطم أرقام على مستوى العالم!. ****** تخيلوا والعالم كله، يرى ذلك الإنجاز الخطير. تقوم حركة طالبان (بإنجازها العظيم) بإطلاق النيران على التلميذة الطفلة الباكستانية (ملالة يوسف)، المدافعة عن حق تعليم البنات. أن هذا التشويه الجديد للمسلمين، لم يأتِ من الغرب والقوى الاستعمارية.. إنه يأتي من قوى الظلام والتخلف والاستبداد!. هناك أسئلة في الصميم، معلقة، ما هو الفرق بين الجارتين: الهند وباكستان مثلا؟!. هل المشكلة في المعتقد أم في أصحاب المعتقد؟!. هل الإسلام ضد العقل والتحضر والتقدم؟!. هناك أسئلة تجهد العقل مطروحة منذ أكثر من قرن من الزمان!. وما تزال الإجابات غائبة أو مغيبة!!. [email protected]