ينطلق المغامر النمسوي فيليكس باومغارتنر اليوم في مهمة خطرة تتمثل في القفز من حدود الغلاف الجوي، محاولاً خرق جدار الصوت بجسمه وتحقيق رقم قياسي في السقوط الحر. وكان مقرراً أن تجرى المحاولة أمس، لكنها أرجئت إلى اليوم بسبب الأحوال الجوية وانخفاض درجات الحرارة، إضافة إلى رياح شديدة البرودة ضربت منطقة روزويل. وسيحمل باومغارتنر في كبسولة معلقة بمنطاد ضخم من غاز الهيليوم إلى علو قياسي يبلغ 36576 متراً، ثم يقفز في الفراغ مرتدياً ثوباً واقياً من الضغط. ويتمرن النمسوي البالغ من العمر 43 سنة منذ خمس سنوات لتنفيذ القفزة، وهو سيظل في وضع السقوط الحر مدة خمس دقائق قبل أن تفتح مظلته على ارتفاع 1500 متر. وإذا تمكن من خرق جدار الصوت، متجاوزاً سرعة 1227.6 كيلومتر في الساعة، فإن سرعته ستوازي سرعة طلق ناري. والخطر الأكبر الذي يواجهه المغامر، هو أن يفقد السيطرة فيدور حول نفسه، ما قد يفقده وعيه. ويقول باومغارتنر: «في مهمة كهذه، على المرء أن يكون حاضراً ذهنياً، وأن يتمتع بسيطرة مطلقة على حركته، وأنا جاهز لذلك». ويحاول الرجل أن يحقق عدداً من الأرقام القياسية، منها القفز من أكبر علو، وهو يساوي ثلاثة أضعاف متوسط العلو الذي تطير عليه الطائرات، وأعظم سرعة يبلغها إنسان في سقوط حر. ويأمل فريق المهمة المسماة «ريد بول ستراتوس»، الذي يضم 100 شخص، في أن تساهم القفزة في البحوث العلمية في مجال الطيران. ويقول المسؤول الطبي عن المهمة البروفسور جوناثان كلارك: «سيشكل ذلك سابقة في مجال الطيران، لم يقدم أي إنسان سابقاً على خرق جدار الصوت من دون أن يكون داخل مركبة». وسيجرب الفريق «معدات جديدة، وسيطور إجراءات للبقاء على قيد الحياة في ارتفاعات شاهقة، وفي أوضاع تسارع كبير». ومن شأن ذلك أن يرفع مستوى الأمان لدى رواد الفضاء ولدى السياح إلى الفضاء في المستقبل. وستنطلق الكبسولة التي تنقل باومغارتنر إلى حدود الغلاف الجوي عند السادسة صباحاً وفق التوقيت المحلي، معلقة بمنطاد ضخم من غاز الهيليوم يصبح لدى ملئه بالغاز أطول من برج «إيفيل» الباريسي. وينتظر أن تستغرق رحلة الصعود بين ساعتين وثلاث ساعات، أما الهبوط فلن يستغرق أكثر من 20 دقيقة، من بينها خمس دقائق من السقوط الحر... إذا جرت الأمور على ما يرام. وستنقَل هذه القفزة مباشرة على موقع المهمة على الانترنت، بفضل 35 جهاز تصوير مثبت على الأرض وفي الجو، من بينها كاميرات مثتبة بثياب فيليكس. ويعود الرقم القياسي في السقوط الحر إلى العام 1960 عندما حققه عقيد سابق في سلاح الجو الأميركي، إذ قفز من 31333 متراً من منطاد هيليوم أيضاً.