الشراكة التي تم الإعلان عنها في الأسبوع الماضي بين البنك الإسلامي للتنمية ومؤسسة بيل غيتز لدعم جهود استئصال شلل الأطفال هي خطوة مبهجة ومهمة ودفعة قوية تأتي في الوقت المناسب لجهود القضاء على هذا المرض. بموجب هذه الشراكة سوف يدفع البنك قروضا للباكستان مقدارها 227 مليون دولار بينما تقوم مؤسسة بيل غيتس بتغطية التكاليف الإدارية لحزمة التمويل. كذلك سيوفر البنك 12 مليون دولار لدعم جهود القضاء على شلل الأطفال في أفغانستان. مؤسسة بيل غيتز من أكبر الداعمين لبرنامج استئصال شلل الأطفال خلال الأعوام الماضية ولها خبرة كبيرة في هذا المجال. وبيل غيتز من الشخصيات المؤثرة عالميا وهو يعمل دون كلل أو ملل لكي تستمر جهود القضاء على الشلل في مسيرتها. البنك الإسلامي للتنمية من المؤسسات المتميزة التي تحتضنها بلادنا وتساهم عبرها، مع بقية الدول الأعضاء، في دفع جهود التنمية في كافة الدول الإسلامية. المرض من أكبر أعداء التنمية، وعندما تتوفر وسائل التغلب على مرض ما واستئصاله، بإذن الله، من العالم فإن التقصير في بذل كافة الجهود الممكنة لاستخدام هذه الوسائل بطريقة فاعلة يصبح غير مبرر، كما يصبح التعاون بين بلدان العالم الغنية ومؤسساته وبين الدول الأقل حظا في الثراء واجبا تفرضه الأخوة العالمية وظاهرة من مظاهر الإنسانية الحقة. شلل الأطفال هو ثاني مرض عالمي مستهدف للاستئصال بعد مرض الجدري الذي يعتبر استئصاله من أكبر الإنجازات الطبية، إن لم يكن أكبرها. ويأتي الدور الآن على شلل الأطفال الذي نجحت كل دول العالم في التخلص منه ماعدا ثلاث دول لايزال يستوطنها المرض هي باكستانوأفغانستان ونيجيريا، وثلاثتها أعضاء في البنك الإسلامي للتنمية. النجاح الذي تحقق في باقي الدول يؤكد إمكانية استئصال المرض من العالم، بل إن أحد فيروسات الشلل الثلاثة (رقم 2) تم استئصاله بالفعل منذ عدة سنوات. المشكلة تكمن في ضعف نسبة التغطية باللقاحات الواقية في الدول المتبقية. لايزال الكثير من الأطفال في هذه الدول لا يحصلون على اللقاح رغم أنه متوفر بكميات كبيرة وبأسعار زهيدة، أو حتى مجانا، لكافة الدول. الذي يتبقى هو التنظيم الإداري لجهود المكافحة وتوفير الإمكانيات الأساسية مثل وسائل النقل ومكافآت فرق التطعيم حتى يصل اللقاح إلى كل طفل في أي قرية أو مدينة. من العوامل المهمة أيضا وقف شبح الحروب والنزاعات التي تعرقل جهود المكافحة في أي مكان. من المهم أن يصل اللقاح إلى كل طفل لأن وجود بعض الأطفال غير المطعمين يساعد فيروس الشلل على الاستمرار في البقاء ومن ثم الانتقال مجددا من شخص لآخر وقد يتمكن من الوصول إلى دول أخرى مسببا انتكاسات في الدول التي تخلصت منه سابقا، وهو ما يتكرر بين حين وآخر في كل عام. لذا فإن استئصال الفيروس من الثلاث دول التي يستمر استيطانه فيها ضروري لإزالة احتمالية انتقاله إلى بقية دول العالم. العالم أكد عزمه على استمرار جهود الاستئصال حتى النهاية مهما كان الثمن. ومنذ بداية عام 2012 حتى الآن لم تحدث غير 162 حالة شلل أطفال في العالم (43 في الباكستان و21 في أفغانستان و93 في نيجيريا و5 حالات مستوردة في تشاد) وهي حالات قليلة بالمقارنة بمئات الآلاف من الحالات التي كانت تحدث في كثير من دول العالم قبل بدء برنامج الاستئصال العالمي. مع ذلك تقاوم هذه الحالات المتبقية بعناد شديد جهود الاستئصال وتعطلها سنة بعد سنة، مما ينعكس سلبا على حماس العاملين وعطاء الجهات المانحة كما هو عليه الوضع حاليا.. لذا تأتي مساهمة البنك الإسلامي في وقت حساس لتنشيط جهود الاستئصال في آخر معاقل فيروس الشلل وقد تشكل هذه المساهمة، بمشيئة الله، الضربة التي تقصم ظهر هذا الفيروس العنيد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 133 مسافة ثم الرسالة