.. أحسب .. بل وأكاد أجزم أن الكتابة عن معالي الدكتور محمد عبده يماني – تغمده الله برحمته – معجزة لأي قلم لتعدد شمائل وصفات معاليه الذي أحب الناس، كل الناس، فأحبوه لما قدم لهم من خدمات. وما شملهم به من رعاية واهتمامه بمشاكلهم على اختلاف موضوعاتها ومستوياتها. ولقد حاولت عند إصدار كتابي ((محمد عبده الإنسان)) أن أقدمه للقراء من خلال ما أبدعته الأقلام في رثائه. ويشهد الله أنه رغم ما كتبه المحبون عن معالي الدكتور مما إحتواه الكتاب من مقالات تفيض بالمحبة والصدق، لكنها لم توف الدكتور بعض حقه. فهو إنسان وهب نفسه للآخرين سواء من خلال المناصب التي شغلها وكيلا لوزارة المعارف وزارة التربية والتعليم فمديرا لجامعة الملك عبد العزيز . فوزيرا للإعلام – ثم كانت الخاتمة في ((دلة)) حيث تولى الإشراف على الأعمال الخيرية والإنسانية التي يحمدها له الناس. وقد جاء في صحيح مسلم: أرأيت الذي يعمل الخير ويحمده الناس عليه ؟ - فقال صلى الله عليه وسلم : ذلك عاجل المؤمن. وفيما أكتب اليوم تأكيداً لما قلت عنه في كتابي (( محمد عبده الإنسان )). الإنسان بأخلاقه الكريمة، وصفاته النبيلة، ومكارمه الحميدة، وأدبه الجم، وتواضعه المحمود، وعشقه لفعل الخيرات، وسعيه الحثيث لإغاثة المكروب، وإعانة المحتاج، ومساعدة البائس الفقير، والوقوف مع المظلوم حتى ينتصر له، ومع المغلوب على أمره حتى يبلغ مبتغاه، هذا إلى جانب ما أصدر من مؤلفات علمية وأدبية وأهم منها ما يتعلق بالأمور الدينية عامة وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته عليهم السلام. محمد عبده يماني كما أجمعت الأقلام التي كتبت ترثيه كان ((إنسانا)) عز نظيره بين عامة الناس في عصرنا الذي نعيش، بعدما شغلت المادة والسعي في دروبها غالبية الناس عن كل واجب إنساني، أو عمل خيري إلا من رحم ربي. رحم الله أخي الحبيب الذي علم أبناءنا كيف يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكيف يحبون آل بيته عليهم السلام. وكيف يحبون صحابته رضوان الله عليهم فيما وضعه من مؤلفات. مثلما علمنا كيف نسعى لعمل الخير وكيف نصنع المعروف.. بل وكيف ندخل البهجة على النفوس. تغمد الله برحمته معالي الدكتور محمد عبده يماني وبارك في ذريته الطيبين. عبدالله عمر خياط