أمّن ياسر يماني نجل الراحل معالي الدكتور محمّد عبده يماني على دعوة المثقفين والأدباء بجمع وطباعة كل ما قيل وكتب عن معالي الدكتور يماني، مؤكدًا أنهم بدأوا فعليًا في هذه الخطوة، مشيرًا إلى أن عدد الكتب في هذا الشأن وقد وصل حتى هذه اللحظة إلى كتابين، فيما خصص للقصائد الشعرية كتابًا مستقلًا. جاء ذلك في حفل التكريم الذي أقامه منتدى الدكتور عبدالعزيز سرحان الثقافي بمكةالمكرمة يوم الأحد الماضي، بحضور كوكبة من النخب العلمية والثقافية المكية، حيث أشار المتحدثون إلى علو كعب الراحل معالي الدكتور يماني في جوانب الدعوة والنشاطات الاجتماعية والإنسانية، مؤكدين أنه رمز يستحق التكريم على جميع الأصعدة، مطالبين المكيين تحديدا بتخليد ذكراه وتخصيص يوم من كل عام تذكر فيه محاسنه ومناقبه وتعلم الأجيال مقتطفات من سيرته العطرة. استهل الحفل الدكتور عبدالعزيز سرحان ساردًا علاقته بالدكتور يماني ومزاملته له لأكثر من 43 عامًا، متطرقًا لمواقف ناصعة في سيرة الراحل، ومنها إسلام فتاتين إفريقيتين على يديه إبان زيارته للمركز الإسلامي بإفريقيا حينما قدمتا إليه في المطار تسألانه عن أمور دينية استطاع من خلالها أن يقنعهما بالدخول في الإسلام في 20 دقيقة. لتنطلق من بعد مشاركات الحضور التي بلغت 16 مشاركة ما بين نثرية وشعرية، حيث ألقى الشاعر مسعف سلامة قصيدة في مدح أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها. فيما ارتجل الدكتور محمد علي بخاري قصيدة في رثاء يماني قال فيها: ها هو السيف اليماني ذكره أبلج في الحق ماض المقدم يسكن العين التي في نومها إن سخت يحلو اللقا في الحلم أو يمينا في الندى إن هزها سال فيها الخير حتى المعصم كل ما ضاقت به الحال الدنا سبحت أنفاسه في الحرم سطر التاريخ من أفعاله قصة تروي الكفاح الآدمي زمزم أروته من عهد الصبا فانتشى في ظل بيت مسلم ناصر القرآن واستهدى به كم تلا آياته كي يحتمي قد ظل العقل إن كرب بدا واعتلى بالصبر فوق اللمم حينما الأجيال سارت خلفه استنارت من صلاة الرحم شعلة الفكر التي ضاءت به بددت جيش الظلام المعتم صور الاحساس فانساقت له من بديع الحسن أعلى الأنجمي علموا أولادكم حب النبي صاغها في حب طه الهاشمي يا شهيد الصدق تبقى بيننا رمز حق في فؤادي المسلم بحت من قلبي ومن حبي له إنه الصدق الذي أجرى فمي مكة في حبه كم غردت إنه الابن الرضي الملهمي وعقب الحفل تحدث ل “الأربعاء” صاحب المنتدى الدكتور عبدالعزيز سرحان مبينًا أن تكريم الراحل معالي الدكتور يماني يأتي من باب الوفاء والتكريم للرموز والشخصيات الفاعلة، ماضيًا إلى القول: الدكتور يماني واحد من هذه الشخصيات والرموز التي خدمت المملكة العربية السعودية وخدمت الدعوة الإسلامية والمجال الاجتماعي والإنساني وقدمت الشيء الكثير، وضحت فكان لزامًا وواجبًا علينا أن نتذكرهم بالخير ونذكر محاسنهم مناقبهم وأفعالهم، فقد عاصرته أكثر من 43 عامًا سواء في مدارس الفلاح، وجامعة الملك عبدالعزيز، ونادي الوحدة، ومكتب رابطة العالم الإسلامي في إفريقيا، فيماني أفنى حياته في خدمة هذا البلد. رصد وتوثيق فيما يقول ياسر محمد يماني: لا أعرف ماذا أقول لأهل مكة عن وفائهم وتقديرهم لوالدي فما نكاد نذهب لمناسبة إلا وتنهال علينا الدعوات فهذا الوفاء ومنها هذه المناسبة ليس مستغربًا على المكيين الذين غمرونا بحبهم، فوالدي كان يعتز بمكيته، وربانا عليها، وكان حريصًا على ما ينفع أهل مكة، ويشعرنا دائمًا بأن لمكة وأهلها خصوصية لا تعادلها خصوصية أخرى. وحول طلب المثقفين في هذه المناسبة بتوثيق كل ما كتب إعلاميًّا وصحافيًّا عن والده أكد ياسر أنهم بالفعل بدأوا في تفعيل هذه الخطوة وإن كان قد فاجأهم رصد وتوثيق الدكتور هاشم عبده بطرحه لما كتب عن والده ونشرها في سلسلة من الأعداد صحافيًّا وتوليه هذا المشروع. وأضاف: جمعنا حتى الآن ما وصل إلى كتابين والثالث خصص للشعر ولا زلنا في إطار الجمع والترتيب لذلك. وبشر ياسر محبي والده بقيامه بالتعاون مع خاله صالح كامل بتأسيس مؤسسة تعنى بأعمال والده تحت مسمى (مؤسسة محمد عبده يماني للأعمال الإنسانية) وهي مؤسسة إنسانية اجتماعية سترى النور، قريبًا وقد تم إسناد رئاستها إلى الشيخ سعود دهلوي. القيمة الكبيرة ويقول السفير محمد أحمد طيب مدير عام وزارة الخارجية بمنطقة مكةالمكرمة: هذه المناسبة في واقعها تجسد طبائع أهل مكة وعراقتهم ومدى تقديرهم لبعضهم البعض، ولا سيما تقدير وتكريم رموز رجالات مكة، ومعالي الدكتور محمد عبده يماني قيمة كبيرة جدًّا افتقدها مجتمع مكة وافتقدها الوطن؛ بل لا أبالغ إذا قلت افتقدها العالم الإسلامي بما كان له من نشاط دؤوب في مجال الخدمة الاجتماعية وفي مجال الدعوة الإسلامية فكان يجوب أرض إفريقيا وآسيا ولا يترك أي مناسبة اجتماعية وفيها خير للأمة وللمجتمع إلا وتجد الدكتور محمد عبده مقدامًا فيها، فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته وعوضنا خيرًا ويعوضه خيرًا منا عند رب رحيم. ابن مكة البار وعد الدكتور أجواد الفارسي الأحدية التي دأب على اقامتها منتدى سرحان الثقافي من أجمل الاحديات التي تقام في منتدى سرحان لأسباب جوهرية منها أنها تحيي ذكرى رجل له قيمة ومقام وكيان وقامة في المجتمع المكي، ونحن كلنا محزونون على فراقه ولكن أعماله وأفضاله وبصماته تعيش معنا وتسري في أبداننا وأنفسنا، ونسأل الله سبحانه وتعالى له الرحمة والغفران وللمجتمع المكي التعويض البار الصادق الصالح لمن يخلفه بإذن الله. القامة المكية فيما قال عنه المربي منصور محمد أبو منصور: لا شك أن معالي الدكتور محمد عبده يماني أحد رجالات الدولة، وهو الذي قدم الكثير لدينه ولوطنه ولمكةالمكرمة، وكل من عرف أو تعرف على معاليه يعرف أن هذه القامة المكية الكبيرة التي قدمت في سبيل تنمية الوطن وفي سبيل خدمة الإسلام والمسلمين وفي خدمة الشباب والرياضيين الشيء الكثير، فنحن مهما قلنا عن معاليه لن نستطيع أن نوفيه حقه فما هذا الرجل إلا قامة كبيرة شهد لها رجالات الدولة وشهد له المحبون من أبناء المسلمين في داخل المملكة العربية السعودية وخارجها ولعل المواقف الإنسانية والخيرية والدعوية، التي كان يقوم بها في تلك الأيام تدل دلالة واضحة على أن هذا الرجل سخر حياته وفكره وعلمه وتجربته في خدمة الدين والدولة والوطن، ونحن لا شك افتقدنا في هذه المناسبة هذه القامة، فكلنا أمل في أن الله سبحانه وتعالى يغفر له ويكتب له الجنان وأن يبارك له في أبنائه وأسرته وفي ما قدم من خير للإنسانية، ونحن سعداء أن نجتمع وأن نسمع خيرات هذا الرجل ونستطيع أن نقول إن من يعرفه يعتقد أنه هو الوحيد الذي يعرفه والذي هو قريب منه لأنه كان يتعامل مع جميع شرائح المجتمع الصغير والكبير والغني والفقير ورجل الدولة والمواطن في مستوى واحد، ولا شك أن هذه المواقف وهذه السلوكيات وهذه الأخلاقيات قل أن تجدها في مثل هذه الشخصيات الإنسانية. تكريم منتظر كما وصف المستشار عبدالله علي سابق عضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان المناسبة بالطيبة الكريمة وبمناسبة الوفاء للجهود والأعمال الخيرة النيرة التي كان يقوم بها ابن مكة البار معالي الدكتور يماني والذي يعد من أوائل السعوديين المتخصصين في الجيولوجيا فهو جيولوجي من الطراز الأول ولكن نحت به الظروف إلى الثقافة والإعلام نظرا لميله إلى الشؤون والأعمال الاجتماعية الخيرية التي أدت إلى أن يكون وزيرا للإعلام.فكان من خيرة الرجال رحمه الله وله بصمات لا تعد ولا تحصى في مختلف المجالات، وأتوقع من ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين أن يكرم هذا الرجل التكريم اللائق به كونه خدم الدين والوطن. شمائل الأخلاق وأكد الدكتور أحمد المورعي عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى ما كان يتمتع به الراحل من الأخلاق والشمائل الكريمة التي عرف بها، ومشيرًا إلى أن من أبرز أخلاقه ومناقبه التواضع الجم والشفاعة فما قصده إنسان في حاجة فرده خائبا. وعلى ذات السياق يقول الكاتب خالد علي سابق: مهما تكلمنا وتحدثنا عن قامة محمد عبده يماني فلن نوفيه حقه وكما أنا متابع لسيرته وفيما كتب قبل وبعد وفاته إعلاميا وجدنا إشادة العدو به قبل الصديق وأتمنى في هذه المناسبة أن يسعى أبناؤه ومحبوه إلى جمع وطبع كل ما قيل عن معاليه وإصداره في كتاب أو عدة كتب، وأتوقع أن تبقى مكانته شاغرة حتى تشغل بمن هو كفء فهو كان المتحدث الرسمي لأبناء مكةالمكرمة وهو المحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولآل بيته رضوان الله عليهم والمنافح عن آثار النبوة والإسلام كما أطلقت عليه ذلك، وأشكر صحيفة “المدينة” التي اهتمت وتهتم بمثل هذه المناسبات المكية التي قلما نجد مثلها في الصحف الأخرى. فقيد الأمة الإسلامية الدكتور محمود حسن زيني قال: مبادرة كريمة للاحتفاء بحبيبنا الفقيد المحب لمكة وأهلها والمدينة وأهلها والقرآن ورسول الله وعلمنا كيف نحب رسول الله ونشر بين شبابنا وبناتنا وأزواجنا محبته صلى الله عليه وسلم (علموا أبناءكم محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وأحب الصحابة وكان يتنقل بحياته ما بين مكة والمدينة، فوهب نفسه لبيت رسول وآله وخدمة القرآن الكريم فنحتسبه عند الله شهيدًا في محبة القرآن الكريم ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. إنها ليلة مباركة يحتفي أهل مكة بهذا الذي كان بين أظهرنا قبل عام وفي هذا المكان منتدى الدكتور سرحان فكان يحاضر فينا ويحثنا على تقديم مقترحات في تطوير التعليم. ووصف الرياضي المعروف عبدالوهاب صبان يماني بأنه رجل خير وعطاء وإنفاق مُلئ حبا للدين ولمكة وأهلها فأحبه الناس، وما مشهد يوم وفاته وجنازته في توافد الناس على قبره وعزاء أبنائه ومحبيه إلا دليل محبتهم له. وطالب صبان المكيين أن يجعلوا يماني قدوة حسنة لهم ويربوا أجيالهم على أخلاقياته وسلوكياته وأعمال الخير ويجعلوا لهم يومًا في كل عام يذكروا فيه محاسن الرجل وخيره.