قديما كنا نسمع ان هناك أناسا يأكلون لحم غيرهم من البشر ، وذلك اما لمرض او جوع او مبالغة في الايذاء. وفي وقتنا الحاضر لايزال بعض الناس يمارسون أكل لحوم البشر، وان اختلفت الصورة والطريقة والمسببات. فسلب حقوق الآخرين وانكارها عمدا وعدوانا ، أكل للحوم البشر. تعمد تأخير صرف الأجور والمماطلة في دفعها لمستحقيها، أكل للحوم البشر. استغلال ظروف الناس وحاجاتهم في قضاء مصلحة ما وابتزازهم في سبيل ذلك، أكل للحوم البشر. المتاجرة بالأطفال واستغلالهم في التسول والتكسب غير المشروع وترويج المحرمات، أكل للحوم البشر. تكبيد الناس اعمالا أكثر من طاقاتهم وقدراتهم وبما يزيد على ساعات العمل المحددة، دون مراعاة لحاجاتهم النفسية والجسدية للسكون والراحة، أكل للحوم البشر. فإذا كانت هناك بعض أنواع الحيوانات تمتنع عن أكل لحم من مات من نفس فصيلتها، فكيف لبني البشر أن يأكل لحم اخيه حيا، وهو الذي ميزه الله وأكرمه عن سائر المخلوقات. سمير باعيشرة (جدة)