في محكم التنزيل يقول رب العزة والجلال : (والفجر وليال عشر ) وهو قسم عظيم يدل على شرف هذه الأيام التي قال عنها ابن كثير : (المراد بها عشر ذي الحجة) كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم وقال تعالى : (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات) قال ابن عباس : ( أيام العشر ) كما جاء في البخاري وغيره : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني العشر فقالوا : يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟، قال صلى الله عليه وسلم : ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء » وقد روى قدر المضاعفة في روايات مختلفة منها أنه يضاعف إلى سبعمائة، قال أنس بن مالك : « كان يقال في أيام العشر بكل يوم ألف يوم، ويوم عرفة عشرة آلاف »، قال الحافظ بن حجر في «الفتح»: ( والذي يظهر أن السبب في امتياز العشر من ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره كما أن فيها يوم عرفة الذي أقسم الله عز وجل به في كتابه فقال : ( والشفع والوتر ) فهو الشفع وهو الشاهد لقوله صلى الله عليه وسلم : « الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم الجمعة » بحسب رواية الترمذي وأحمد وهو أفضل الأيام ففي الحديث : « أفضل الأيام يوم عرفة »، وهو يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف ففي صحيح مسلم : « ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي ملائكته فيقول عز وجل : ما أراد هؤلاء؟ » ، لذا كان حريا بكل مسلم أن ينتهز كل ثانية من هذه الأيام وذلك بالتوبة الصادقة والصيام والتقرب إلى الله بالعمل الصالح كما يستحب القيام والإكثار من الذكر والتهليل والتحميد، ففي مسند الإمام أحمد : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد » وقبل ذلك وبعده الإكثار من شهادة التوحيد بصدق وإخلاص، ففي مسند الإمام أحمد : كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير وهو على كل شيء قدير )، وفي رواية الترمذي: خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير ) وكذا كثرة الدعاء بالمغفرة والعتق من النار، فإنه يرجى إجابة الدعاء فيه، وكان من دعاء علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : (اللهم اعتق رقبتي من النار وأوسع لي من الرزق الحلال واصرف عني فسقة الإنس والجن)، وعلى المسلم أن يحذر من الذنوب التي تمنع المغفرة والعتق من النار كالكبر والإصرار على المعاصي.. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة