بقيت تركيا على موقفها إزاء النفي الروسي والسوري مصرة على أن الطائرة المدنية السورية التي اعترضتها الأربعاء كانت تنقل معدات عسكرية لسوريا، في حرب كلامية تزيد من أجواء التوتر القائمة أساسا بين أنقرةودمشق، في الوقت الذي تتواصل فيه المواجهات الميدانية العسكرية بين جيش الحر وقوات النظام السوري الذي تكبد خسائر كبيرة في صفوف قواته من عدة جبهات. وبعد 24 ساعة على هذا الحادث الجوي، تدخل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان شخصيا ليؤكد أن الشحنة التي صودرت من طائرة الإيرباص التي كانت تقوم برحلة بين موسكوودمشق تتضمن «معدات وذخائر موجهة لوزارة الدفاع السورية». ولم يوضح رئيس الوزراء التركي طبيعة هذه (المعدات) المصنعة -بحسب قوله- من قبل شركة صناعة أسلحة روسية لم يسمها. لكنه أضاف بثقة أن هذه المعدات يمكن أن تعرض علنا «إذا لزم الأمر» لإسكات الجهات التي تنفي ذلك في دمشقوموسكو. ولكن عقب تصريح أردوغان أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الطائرة السورية كانت تنقل «معدات تقنية كهربائية لمحطات رادار مشروعة» بالكامل نافيا أن يكون هناك سلاح أو ذخائر. وقال المصدر «هذا ليس سلاحا»، متسائلا «إذا حمل شخص ما جهازا لاسلكيا وهو مطفأ على متن طائرة، فهل هذا يشكل تهديدا للطائرة أو الركاب؟». وأضاف «لم يتم انتهاك أي قوانين دولية». وينتظر وصول وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي اليوم إلى إسطنبول لكي يكرر نفس الرسالة لنظيره التركي أحمد داود أوجلو بضرورة التروي. وكذلك أيضا سيفعل المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الذي سيزور إسطنبول في اليوم نفسه ليبحث مع أوجلو الأزمة السورية «بكل اوجهها»، بحسب مصدر دبلوماسي. ميدانيا، صعدت المجموعات المقاتلة المعارضة في سوريا أمس هجماتها على نقاط استراتيجية للقوات النظامية حيث قال نشطاء إن مقاتلي المعارضة السورية سيطروا على قاعدة للدفاع الجوي شرقي حلب أمس في حين اشتبكت القوات الحكومية مع مقاتلي المعارضة على عدة جبهات في مناطق مختلفة من البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات تدور في ثكنات عسكرية قرب بلدة معرة النعمان التي تقع على الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى مدينة حلب بشمال غربي البلاد وسيطر عليها مقاتلو المعارضة في وقت سابق من الأسبوع الحالي. وقال المرصد المؤيد للمعارضة إن عدد القتلى أمس تجاوز 260 شخصا بينهم مدنيون ومقاتلون من الجانبين سقطوا خلال أعمال عنف بالعاصمة والشمال والغرب والشرق. وأضاف أن 92 جنديا قتلوا أمس فيما يمثل واحدا من أكبر أعداد القتلى في يوم واحد في صفوف القوات الحكومية منذ اندلاع الانتفاضة ضد نظام بشار الاسد في مارس 2011. من جهتها، دفعت تركيا بطائرتين مقاتلتين إلى الحدود مع سوريا أمس بعد أن قصفت طائرة عسكرية سورية بلدة عزمارين الحدودية.