انتشرت بين أوساط قطاع محدود من الشباب أقنعة ووجوه بلاستيكية لشخصيات تلطخ تاريخها بالسواد يتم استخدامها جهلا ودون دراية.. والأغرب أن الاستخدام الخاطئ لتلك الوجوه والأقنعة البلاستيكية يتزامن مع مناسبات واحتفالات حيث تتولى بعض المتاجر والأسواق تسويقها جهلا بمضمونها وشخصياتها وتبدو الصورة اكثر وضوحا في عروس البحر الأحمر فيما اختارت جهات الرقابة والتدقيق الصمت دون تدخل أو ردع. «عكاظ» ألتقت بشباب حازوا تلك الأقنعة مستمرين في جهلهم وعدم دراية منهم بشخصيات الوجوه أو الأقنعة المتوفرة في الأسواق، والتقطت عدسة «عكاظ» وجوه كثير من الشباب وقد تقنعوا بوجوه كرتونية وبلاستيكية وخرجت بالحصيلة التالية.. التجار: لا علاقة لنا بالأقنعة بعض أصحاب المحلات التجارية التي توفر الأقنعة رفضوا التصوير بعدما اكتشفوا خطورة بضاعتهم وقال (أبو خالد صاحب أحد المحلات التجارية المعروفة في جدة) صحيح أن الأقنعة المذكورة انتشرت بكثرة في الأسواق وعلى حد علمي أنها تعود لشخصيات مرتبطة بالتمثيل والأكشن والمسرح.. نحن نوفر ما يطلبه الزبائن وينتهي دورنا بعد ذلك، أضف إلى ذلك أنه طالما جاءت إلى المتاجر بأوراق رسمية من الجمارك والشحن فتلك ليست مسؤوليتنا. أبو محمد يشاركه الرأي ويضيف: توفيرنا لهذه الأقنعة هو بغرض التجارة والربح فقط لا غير، أما لمن تعود تلك الوجوه والأقنعة فهذه ليست مسؤوليتنا حتى وإن كانت لشخصيات تاريخها ملطخة بالسواد.. نحن مجرد تجار لا غير ومن له الرغبة في الشراء فليشتري وينتهي دورنا بالبيع، ولو جاءنا أمر بمنعها، فإننا لا نتوانى عن منعها فنحن نحترم القوانين. وعن أسعارها يقول أبو محمد في إجازة الصيف كنا نبيع القناع الواحد ب100 ريال وبعد الإجازة نزلت أسعارها لتصبح بين 50 و60 ريالا. الشباب: لا نعلم أحمد عسيري (23 عاما) وسعد الشمراني (26 عاما) وفضل خواجه وعبدالمجيد عمر (23 عاما) التقتهم «عكاظ» وهم يشترون الأقنعة البلاستيكية والكرتونية التي تعود لذات الشخصيات المتوفرة في المراكز التجارية في جدة، يقول أحمد عسيري: كل ما يهمني في الموضوع هو الاحتفال والمرح. ويشاطره الرأي صديقه سعد: نحن لا نعلم من هو صاحب الوجه أو القناع فالمهم لدينا أننا وجدناه في السوق أو المركز ويباع في العلن وحتى وإن كان ممنوعا فلا أظن أنه يباع في العلن فهو متوفر بشكل كبير والذي يهمنا في الأمر أننا نريد الاحتفال وغير ذلك لا يهمنا شيء آخر. في الجانب الآخر يقول فضل خواجه وعبدالمجيد عمر بأن لكل شاب وشابة طريقته في الاحتفال فلذلك لا نلقي باللوم عليهم ولا نريد من حديثنا التعميم فأغلب من يرتدي تلك الأقنعة هم أشخاص عاديون ويجهلون لمن تعود تلك الوجوه أو الأقنعة المتوفرة في الأسواق والمراكز التجارية الكبيرة والصغيرة، احتفلنا بطريقتنا الخاصة مع أصدقاءنا في الفعاليات أو المطاعم والمقاهي بعيدا عن الزحام والضجيج دون مضايقة أو إزعاج لأحد. من عينات الأقنعة.. قناع لشخصية سينمائية حملت اسم (جاي فوكس) أدى به الممثل دوره في فيلم للثأر تحت اسم (V) وأصبح القناع رمزا لجماعات متمردة على القوانين والقيم المجتمعية.. والقناع نفسه تعود لرجل خرج على الدولة الإنجليزية في العام 1605 وحاول تفجير البرلمان وظهرت شعبية القناع بعد إنتاج فيلم (للثأر) في عام 2005 ويتحدث عن المستقبل البائس.