يعد يوم الجمعة يوما مقدسا، لما له من صفات وخصائص ميزها الله به عن باقي أيام الأسبوع، ولكن فئة من العمالة المخالفة تأبى إلا أن تدنس قدسية هذا اليوم بجعله موسما لبيع (الدسكات) المنسوخة، التي تحمل في طياتها أفلاما إباحية تباع لكل من يشتهيها، خاصة صغار السن والمراهقين، مستغلين وقت الزحام الشديد في أكثر أيام الأسبوع تكدسا وحضورا من قبل الوافدين، ألا وهو يوم الجمعة؛ الذي يعد من أهم أيام الأسبوع لمن يعرف، أو زار، أو حتى مر بالقرب من حراج النكاسة الذي يتم فيه بيع كل ما هو قديم من خردة ومن أشرطة أسطوانية حاسوبية يعاقب عليه القانون. أحد المتواجدين في السوق دل «عكاظ» على المكان والمصدر الرئيسي لبيع هذه الأشرطة، لنتفاجأ عند وصولنا إلى المكان المقصود بعشرات الطاولات التي صفت بجوار بعضها البعض على طول الشارع وغطيت بعضها بأغطية بلاستيكية خفيفة أو أقمشة ثقيلة ورصت فوقها آلاف من الأسطوانات الليزرية المتنوعة. ومنها الأفلام السينمائية والكرتونية والإباحية التي لا يظهرها إلا عند الطلب والتي تتراوح أسعارها ما بين ثلاثة إلى خمسة ريالات. فيما وجدنا بعض العارضين قد اضطر لوضع بسطته بجوار حاوية النفايات. «عكاظ» سألت أحد الباعة من الجالية البرماوية عن محتوى هذه الأشرطة وما يتخللها، فرد قائلا -وبكل برود وأريحية- «ما فيها شي كلها أفلام عادية» ولكنه يخفي الحقيقة. وتتعدد أماكن بيعهم فتجدهم أحيانا عند الأماكن التجارية الكبيرة أو عند الأسواق أو في الكازينوهات أو عند المطاعم، وأوضح العم ناصر -الذي يبلغ من العمر60 عاما- أن هؤلاء الباعة استغل بعد بعض الأهالي عن أبنائهم وانشغالهم التام عن تربيتهم مما جعل الأبناء يتصرفون دون رقابة، مشيرا إلى أن الأسرة لها الدور الكبير في الحد من استغلال شريحة الأطفال لبيعهم الأشرطة، وذكر ماجد، الذي يبلغ من العمر 16 عاما، أنه يتردد على هذه البسطات لأخذ بعض الأسطوانات بسبب رخص أسعارها، ويضيف فهد على كلامه: وفي يوم رغبت في شراء بعض الأشرطة فتفاجأت برجل يأتي من خلف البسطة ويطلب من البائع أفلاما إباحية، وطلب منه البائع الانتظار ريثما ينتهي، فرأيته يبيعه دون رقيب ولا حسيب، وأكد (عبده) وهو من الذين يبيعون هذه الأشرطة أنه يستوردها من السوق الشعبية في جدة عن طريق الجملة فتجد السعودي وغير السعودي، والشاب والعجوز من الجنسين، بل ومن خلال تجوالنا وجدنا حتى الأطفال بمفردهم وهم يجوبون تلك الأماكن، ويقومون بفرز تلك الأشرطة وتقليبها بحثا عن ما يستهويهم منها، فالأطفال ببراءتهم وعفويتهم هم الشريحة المستهدفة لعرض هذه الأسطوانات عليهم؛ هم هناك ليكونوا شهودا على أعظم انتهاك للحقوق الفكرية. من جهته، قال المتحدث الرسمي في أمانة العاصمة المقدسة سهل حسن مليباري «إن الدوريات التي تطلقها أمانة العاصمة لمكافحة هذه الظواهر مستمرة وبشكل دوري للقضاء عليها والحد منها ومباشرة المواقع التي تتردد عليها هذه الفئة وتسليم الباعة للجهات المختصة لاتخاذ الخطوات اللازمة معهم».