لم أتوقع أن يكون رد وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي على طلبي أن تشارك المواطنات السعوديات في تصميم خطة التنمية العاشرة، إيجابيا بالموافقة والوعد «بأن تكون المرأة عنصرا أساسيا مشاركا في وضع الخطة الخمسية العاشرة للتنمية في السعودية». لقاء مهم جمعنا تحت قبة الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، بوزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد الجاسر وسط أجواء انهمار الحجيج على الحرم النبوي وقدوم ضيوف الرحمن، وتلمس حجم المسؤولية الجسيمة الملقاة على بلادنا.. لم أشعر أن لقاء وزير الاقتصاد والتخطيط أمر يخص السعوديين فقط، بل شعرت أن بصماته سيشهد عليها كل من قصد بلادنا حاجا أو معتمرا أو زائرا. التحدث عن «مستقبل الاقتصاد السعودي في ظل النمو المضطر للاقتصاديات الناشئة» وعن ومقومات الاقتصاد والتخطيط بشكل عام، يطرح الاستشكال الذي يحتاج إلى إجابات من المواطن قبل المسؤول.. ماذا نريد من وزارة الاقتصاد والتخطيط..؟!.. وما الذي ستقدمه لنا في المرحلة القادمة..!. حتى الآن ما ترصده خطط التنمية للمرأة والشباب لا يرتقي إلى مستوى التطلعات، ولا يواكب عصر الشباب وعنفوان اندفاعهم، وتطلعات المرأة لحلول جذرية لمعضلتها مع البطالة والاستثمار والبنية التحتية وتوفير العوامل المساعدة على إنجاح هذا التوجه لدعم أهم وأكبر شرائح المجتمع.. لنعترف أولا أن هناك أزمة تخطيط لإحداث فرق في واقع ما تكابده المرأة وأزمة أخرى مع ما تكابده شرائح الشباب، هذه الأزمة ناتجة من عدم إخضاع مخرجات ومعطيات خطط التنمية السابقة إلى تقييم حقيقي واستطلاعات اجتماعية ومسوح وورش عمل تشارك فيها الفئات المستهدفة. وبدلا من أن يخطط لهذه الشرائح فإن الأفضل أن تتحول لتكون شريكا أساسيا في التنمية المستدامة بوضع الخطط، وإيجاد الحلول وصناعة القرارات، والاشتراك في تحمل مسؤوليات تقييمها وترقيتها.. الحضارات ليست مباني ونقوشا حجرية، إنها التنمية التي تقدم الشعوب وتجسد خلودهم في الذاكرة، والتخطيط والاقتصاد أساس تبنى عليه الكثير من الأمور، سواء رضينا عن بعض التجارب وقيمناها أو تعاملنا معها بسلبية واكتفاء بالنقد الصارم السلبي المؤدي إلى تشويه صورة بلادنا.. المطلوب هو أن يكون المواطنون شركاء في التخطيط.. وأن تستقبل الوزارة شراكتهم برحابة الصدر. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة [email protected]