للسنة الحادية عشرة على التوالي، احتفل زملاء الدراسة ممن تلقوا التعليم المتوسط والثانوي في مدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة في فترة السبعينات الهجرية من القرن الرابع عشر (الخمسينات الميلادية من القرن العشرين)، في استراحة المستشار أحمد الحمدان وكيل وزارة بهدف التواصل واستمرار الصلات الأخوية بينهم الذي أفضى حنين هؤلاء الزملاء إلى سنوات الدراسة وزمالة المدرسة، واتسم لقاء البارحة باستعادة ذكريات الطفولة والشباب، وقد استمر هذا الملتقى لأكثر من عشر سنوات بعيدا عن الرسميات وظللها الود وخيمت عليها الألفة والمحبة. بداية الأمسية تحدث فيها أعضاء للجنة التنسيقية المتمثلة في: أسامه السباعي، عمر سراج وعيسى عنقاوي عن دور هذه اللقاءات التي تعد جسرا يصل الأبناء بالآباء وتتوثق الصلة بين الجميع وخاصة لهؤلاء الذين فرقتهم الحياة واختارهم الله عزوجل إلى جواره، معتبرين أن زملاء الدراسة يحدوهم الأمل في أن يكمل أبناؤهم مسيرة هذا التواصل الذي امتد لسنوات طويلة. وقد بدئ الحفل بآيات من القرآن الكريم بصوت جميل مرزا ثم ألقى أسامة السباعي كلمة رحب فيها بالحضور والضيوف الذي يتواجدون لأول مرة وبعدها بدأ كل شخص يترشح ليلقي قصص الذكريات، إذ استهل اللقاء بكلمة لرجل الأعمال صالح كامل حيث قال إنه يعيش أجمل اللحظات عند لقاء أصدقائه القدامى واليوم استعيد الذكريات، «كنت في صغري، أبكي على أخي الراحل حسن لكي أذهب معه للمدرسة فقدت استفدت من أصدقائه حب القراءة والاطلاع والرحلة كانت مدرسة في حياتي وقد تعلمنا في غربتنا في بيروت ربط الكرافتة والأكل بالشوكة والملعقة وكنا نحرص على الصلاة في أوقاتها»، أما السفير عبدالله عالم فقال كنت أرغب الالتحاق بالطيران فلم يوافق والدي لظروف فكانت صدمة لي فعملت في السلك الدبلوماسي مبتدئا من القاهرة ثم بيروت ثم نيجيريا التي تعرضت فترة عملي سفيرا للمملكة لعدة حوادث وسرقات، وفي الصومال قضيت سنتين وكانت ذكريات جميلة وفي الفترة الأخيرة بدأت الحرب الأهلية واختلفت الأوضاع وكان الحرب عشوائية بقتل الأبرياء وخطف السفراء، ثم انتقلت إلى جاكرتا، وبعد تقاعدي اخترت الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في منظمة التعاون الإسلامي. أما الدكتور زهير السباعي تحدث عن ذكرياته في إحدى سفرياته لبيروت وجولته من الشمال إلى الجنوب وقال «تعرفت على لبناني اسمه زهير ووصلنا إلى منطقة في جنوب لبنان ونمنا فيها وفي صباح اليوم التالي فوجئت بسرقة، وجاء البوليس ليحقق معنا وكان يسأل كل واحد فينا عن اسمه ووالده ووالدته ومن المواقف الطريفة أن أحد أصدقائي أصر على عدم ذكر اسم والدته رغم معرفتنا باسمها (زيزي) وقام البوليس بإيصالنا إلى المنطقة التي قصدناها».