استوقفني هذا الأسبوع الوسم الذي أطلقته المؤلفة السعودية سارة مطر، عبر موقع تويتر، في خطوة حرة جريئة ضد ناشر أسرف في اعتدائه على حقوق الملكية الفكرية والمادية لكتابها، ثم بالغ في التطاول عليها حين حاولت المطالبة بحقوقها بألفاظ لا يليق أن يتداولها عامة الناس، فضلا عن أحد المحسوبين على «صناعة الثقافة». حكاية سارة مع «الناشر إياه» ليست جديدة، إذ سبقتها فضائح كثيرة فاحت رائحتها بين المنتمين للوسط الثقافي في المنطقة الشرقية من المملكة، بحكم قربها من البلد الخليجي لهذا الناشر الذي بنى مجده المالي منذ عام 2004م حتى اليوم من وراء طباعة عدد من الروايات السعودية المسلوقة، ذات المضامين المخلة بالآداب الدينية والأخلاقية، دون حفظ ملكيتها الفكرية بأرقام ناشر دولي أو أرقام إيداع، مستغلا بعض الأقلام السعودية الشابة التواقة للشهرة السريعة والمجد الأدبي الرخيص على حساب كل شيء، ثم فقدت كل شيء حين جاءت لتطالب بحقوقها المادية التي لاقت رواجا واسعا وتضاعفت طبعاتها في غضون أعوام قليلة، لتعود خائبة عن الحصول حتى على خفي حنين! السؤال الذي يطرح نفسه هنا بقوة: كيف يستطيع الدخلاء على صناعة النشر من عديمي الوازع الأخلاقي تحقيق النجاح تلو النجاح، في اصطياد فرائسهم البريئة عاما بعد عام، دون أن يتكفل سوء سمعتهم في هذا المجال بإقفال أبواب خرائب النشر التي يمتلكونها إفلاسا وخزيا؟! الجواب الذي يمكنني استنتاجه من خلال تجربتي الشخصية يكمن في أن أكثر المؤلفين السعوديين بطبيعتهم المسالمة يتجنبون فضح تجاربهم السلبية تلك علنا، ما يؤدي إلى تعثر أقلام شابة جديدة في مصيدة أولئك الزاعمين بأنهم «ناشرون»، وهكذا تتكرر المأساة. Twitter @zainabahrani [email protected]