ليس هناك أشد إيلاما على النفس من أن تتلقى نبأ وفاة صديق عزيز عليك، خاصة إذا كنت قد عاشرت هذا الصديق منذ الطفولة، وبقي وفيا صادقا لهذه الصداقة الحميمة إلى آخر لحظة من حياته. ولأنني عرفت صاحب السمو الملكي الأمير هذلول بن عبدالعزيز رحمه الله عن قرب فإن صدمة رحيله تبقى قوية، خاصة أنه كان صديقا وفيا وقريبا لي بين كل الأصدقاء، ولقد عرفته رحمه الله سندا معي دوما في لحظات البكاء قبل الفرح، وكان بالأمس القريب معي صديقا، وسيبقى كذلك ما حييت إلا أنني افتقد الآن حضوره البهي، بعدما رحل مودعا دنيانا. ربما يأتيني السؤال دوما أين أنت يا صديقي؟، فما أجد لهذا الداء من دواء. نم أيها الصديق العزيز، نم قرير العين، وسنظل لك أوفياء ما حيينا، لا نملك إلا أن نؤمن بقدر الله، ولكننا سندعوه وهو الرحمن الرحيم أن يتغمدك بفضله ويرحمك أضعاف ما رحمت منا، وما تواصلت معنا، وما خففت عنا، وما أسعدتنا. ستبقى ذكراك أيها الأمير الإنسان حية في قلوبنا، نحن أحباؤك في الله، وندعوه سبحانه وتعالى أن يخفف عنا المصاب، ويثيبك أجرا فوق أجر، وعفوا بعد عفو، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.