في ذكراه حيّاً أو ميتاً، لا يمكن لمن يعرفه إلاّ أن يصف خصاله بأجمل الكلمات وأصدق العبارات، وأن يتحدّث عن سجاياه طويلاً وكثيراً بما يميّزه ويبقيه حيّاً وفاعلاً ومؤثراً بوصفه نموذجاً للرجل الإنسان، وهو في كلِّ هذا يبقى الأخ والزميل والصديق ورجل المواقف والوفاء. *** هكذا يمكنني أن أتحدّث عن الفقيد الدكتور عبدالمحسن بن عبدالله التويجري، الذي جمعتني به زمالة الدراسة في ثانوية اليمامة، ثم زمالة الصحافة حين خصّ صحيفة الجزيرة بمقالاته التي كانت تتميّز بالهدوء والمثالية والموضوعية، بعيداً عن أيِّ غرض آخر غير ما يصبُّ في المصلحة العامة كما هو دائماً أبو يزيد. *** لا أدّعي معرفة بتفاصيل أخرى لا يعرفها غيري عن المغفور له - إن شاء الله - الدكتور عبدالمحسن التويجري، كما لو أنني أكتب ما أكتبه عن الفقيد لأعرّف الآخرين بها، وإنما هي سطور وعبارات أوحت بها الوفاة، وقصدتُ أن أبوح بها للتعبير عن صدق مشاعري وحزني، وتعاطفي مع أُسرته في رحيل رجل نبيل ومواطن شهم، جدير بأن يودّع بأجمل ما يمكن أن يكتب عن إنسان هذه صفاته، وتلك سيرته، وبهذه الصورة من النُّبل عاش كلّ حياته. *** ولا بد من القول، إنّ من يُعزّى في وفاته ليست أُسرته فقط، وإنما يواسَى في فقده كلُّ من كان يجد نفسه في قارب واحد مع مَنْ فقدناه وخسرناه وغاب عنا، فيما نحن أحوج ما نكون إلى هذه النماذج الرائعة من الرجال، الذين لا تكاد تسمع منهم كلمة أو تقرأ لهم نصّاً إلاّ وكانت مؤطّرة بكلِّ الصفات الكريمة والخيِّرة وذات الأبعاد الإنسانية. *** نم أيها العزيز والصديق الغالي قرير العين، فسيرتك عطرة، وإيمانك بالله أقوى، وما عند الله خير وأبقى، مع خالص المواساة لكلِّ أفراد أُسرتك الأب والزوجة والأبناء والبنات وأبناء العم والأنساب، وكل محبِّيك، فالخسارة فادحة والفجيعة كبيرة، ولا نقول إلاّ: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.