ملامح هذا الأسبوع كانت مختلفة.. فالهاجس كان الشباب وما يهم الشباب.. فمعرض شباب الأعمال بتنظيم الغرفة الرائدة (غرفة جدة) تحول لكرنفال وطني تمثل في لوحة لافتة تسعى إلى احتواء شباب وشابات هذا الوطن المعطاء.. ولم تلبث الأجواء أن أعلنت عن مرحلة جديدة غير اعتيادية في تبني قضايا الشباب وهمومهم.. مناخات مشحونة بالعطاء والوفاء لهذا الوطن وتفاعل منقطع النظير للمساهمة في تجسيد مفهوم الإرادة والإدارة .. شعار رسمه أمير الشباب خالد الفيصل على لوحة جدة وترجمه الأمير الفاعل مشعل بن ماجد إلى واقع. قضايا الشباب جدلية رغم اتفاقنا جميعا على أهميتها فهناك من يعتقد أن الدعم المادي هو ما يحتاجونه والآخر يرى أن التعليم وتطويره هو مشكلتهم ومن زاوية أخرى تأتي وجهة نظر أحادية تطالب بتجاهلهم فهم قليلو الخبرة ومندفعون دون معرفة. الاختلاف في حد ذاته أمر إيجابي فهو أحد محفزات النتاج الفكري المتوازن، ولذلك استقصيت آراء مختلفة باجتهاد فردي حول هذا الموضوع من جيلين مختلفين، جيل الآباء والأجداد الذين طالبوا بدعم الشباب ولكن من غير منهجية (دعم معنوي)، على الجانب الآخر كان هناك شبه إجماع في جيل الشباب حول هضم حقوقهم، وعدم وجود الدعم الكافي لهم من القطاع الحكومي أو القطاع الخاص، بل البعض منهم أشار إلى أنهم مهمشون في جميع المجالس الحكومية وبالتالي فإن صوتهم غير مسموع. من يتأمل المشهد السعودي من الداخل في التعاطي مع ملف الشباب يلحظ أنه تم تأسيس مؤسسات وصناديق للدعم المادي في حين لم يمنح نفس الاهتمام لدعم الشباب فكرا ولوجستيا، فالشباب في اقتصاديات الدول المتقدمة يمثلون الشريحة الأكبر في المناصب القيادية واتخاذ القرار في حين دول العالم الثالث النقيض. ولتغيير ذلك يجب أن يكون هناك عمل جماعي تكاملي فالمسؤولية لا تتحملها الحكومة فقط ولكن هناك القطاع الخاص، الذي مطالب من باب المسؤولية الاجتماعية بتدريب وتأهيل الشباب ووضع المسارات المتخصصة لتطويرهم الوظيفي، كما أن هناك دورا مهما على الشباب أنفسهم فعليهم إبراز دورهم وتنمية قدراتهم. قد يفسر أي منا كلمة الدعم برؤيته الشخصية ومعظمنا سيفسرها بالدعم المالي ولكن ما نحتاجه اليوم دعم منهجي ورؤية استراتيجية تمنح الجيل القادم مشاركة فعلية ولعل إنشاء وزارة للشباب هو الحل الأمثل في ظل الدور غير الملموس من رعاية الشباب في دعم وتأهيل وتطوير الشباب. * رئيس مركز ارك للدراسات والاستشارات. [email protected]