نعيش جميعنا هذه الأيام فرحة اليوم الوطني، وهذه الفرحة انعكاس لانتماء ومواطنة يعيشها الوطني الصادق لأجل مملكة دستورها القرآن والسنة، ولمملكة تأسست على مبادئ سنها المؤسس وحافظ عليها أبناؤه. ولذا علينا أن نعيش مفهوم العطاء والبذل لأجل الوطن والأجيال المقبلة، وهذا الهدف لا يمكن تحقيقه دون دور القطاع الخاص الذي استفاد من هذه التنمية وحجم الإنفاق الحكومي، وبالتالي مفهوم التنمية المستدامة مستمد من التكامل مابين القطاع الخاص والحكومي. ولكن الإشكالية أن القطاع الخاص لايزال يشعر أنه غير مطالب بأي دور، على غرار دول العالم الأول والمتقدمة اقتصاديا، حيث بادر فيها القطاع الخاص بالإنفاق والبذل لأجل التنمية، وكان هدفه نمو الاقتصاد وتعزيز التنمية لأن المستفيد أولا وأخيرا هو الوطن. على الجانب الآخر ما زال معظم أصحاب الأعمال في مجتمعنا يشعر أنه غير مطالب، ويهرب من أي دور اجتماعي متناسيا أن هذا الوطن بعد الله من صنع ثروته، وهذا لا يعني عدم وجود تجارب صادقة هدفها الأول المسؤولية الاجتماعية والتنمية كتجربة جمعية الأمير ماجد بن عبدالعزيز، رحمه الله، للتنمية والخدمات الاجتماعية التي يقودها الأمير الفاعل مشعل بن ماجد والتي حققت مفهوم التنمية المستدامة في جميع برامجها ومبادراتها إيمانا منها بمسؤوليتها التي تتخطى الجانب الاجتماعي لتشمل الجانب الاقتصادي والبيئي تجاه المجتمع. وكان لها أهداف ملموسة كالمساهمة في زيادة الشريحة المنتجة في المجتمع، وتطوير وابتكار برامج تنمية اجتماعية متميزة تخدم المجتمع المدني والقروي، وتبني واستحداث مبادرات رائدة في خدمة وتوعية المجتمع التي فعلا يحتاجها مجتمعنا. ماذا لو تحول فكرنا من الذاتية والأنوية ليكون شموليا لأجل مجتمعنا والأجيال المقبلة فالمسؤولية الاجتماعية ليست شعارا تنظيريا، بل مشروع مؤسسي يساهم في تنمية مستدامة يكون فيها عملا تكامليا مابين القطاع الحكومي والخاص فهل من الممكن أن يفهم ذلك القطاع الخاص.. مجرد تساؤل. * رئيس مركز أرك للدراسات والاستشارات [email protected]