لازالت هناك آراء عديدة في ثقافتنا الاجتماعية حول دعم الجيل الجديد (الشباب)، فهناك من يعتقد أن الدعم المادي هو ما يحتاجونه والآخر يرى أن التعليم وتطويره هو مشكلتهم ومن زاوية أخرى تأتي وجهة نظر أحادية تطالب بتجاهلهم فهم قليلو الخبرة ومندفعون دون معرفة. الاختلاف في حد ذاته أمر إيجابي فهو أحد محفزات النتاج الفكري المتوازن، ولذلك استقصيت آراء مختلفة باجتهاد فردي حول هذا الموضوع من جيلين مختلفين ،جيل الآباء والأجداد الذين كانوا منقسمين إلى حد كبير في آرائهم ولاحظت أن المستوى التعليمي يحدد إلى حد كبير الإجابة بالإضافة إلى تجربتهم الشخصية ومعظم آرائهم تصب في دعم الشباب ولكن من غير منهجية (دعم معنوي) ، على الجانب الآخر كان هناك شبه إجماع في جيل الشباب حول هضم حقوقهم، وعدم وجود الدعم الكافي لهم من القطاع الحكومي أو القطاع الخاص، بل البعض منهم أشار إلى أنهم مهمشون في جميع المجالس الحكومية وبالتالي صوتنا غير مسموع. من يتأمل المشهد السعودي من الداخل في التعاطي مع ملف الشباب يلحظ أنه تم تأسيس مؤسسات وصناديق للدعم المادي في حين لم يمنح نفس الاهتمام لدعم الشباب فكرا ولوجستيا، فالشباب في اقتصاديات الدول المتقدمة يمثلون الشريحة الأكبر في المناصب القيادية واتخاذ القرار في حين دول العالم الثالث النقيض. ولتغيير ذلك يجب أن يكون هناك عمل جماعي تكاملي فالمسؤولية لا تتحملها الحكومة فقط ولكن هناك القطاع الخاص، فهو مطالب من باب المسؤولية الاجتماعية بتدريب وتأهيل الشباب ووضع اللمسارات المتخصصة لتطويرهم الوظيفي، كما هناك دور مهم على الشباب أنفسهم فعليهم إبراز دورهم وتنمية قدراتهم. قد يفسر أي منا كلمة الدعم برؤيته الشخصية ومعظمنا سيفسرها بالدعم المالي ولكن ما نحتاجه اليوم دعم منهجي ورؤية استراتيجية تمنح الجيل القادم مشاركة فعلية ولعل إنشاء وزارة للشباب هو الحل الأمثل في ظل الدور غير الملموس من رعاية الشباب في دعم وتأهيل وتطوير الشباب. [email protected]