بحث وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وبمشاركة الأمين العام الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني أمس في اجتماعهم الوزاري الثاني مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تعزيز التعاون بين المجلس والولاياتالمتحدة في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية. ويأتي هذا الاجتماع في إطار (منتدى التعاون الاستراتيجي بين مجلس التعاون والولاياتالمتحدة) الذي تم تأسيسه في 31 مارس 2012. وجرى خلال الاجتماع الذي ترأسه من الجانب الخليجي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير خارجية (دولة الرئاسة الحالية) استعراض سير العمل في منتدى التعاون الاستراتيجي، كما بحث الجانبان سبل تعزيز أعمال المنتدى من خلال تعميق وتوسيع علاقات التعاون الاستراتيجي بين الجانبين. وأدان الوزراء في مستهل البيان الذي صدر في ختام أعمال المنتدى الفيديو المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم)، وأكدوا رفضهم لجميع محاولات ازدراء الأديان. رافضين في الوقت ذاته جميع أشكال الإرهاب والتطرف، وإدانة الهجمات التي وقعت على سفارات الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأكد الجانبان الخليحي والأمريكي على الالتزام بتعزيز التعاون السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي بينهما بهدف الحفاظ على السلام والأمن والاستقرار والرخاء في منطقة الخليج والشرق الأوسط، ومواجهة التهديدات ضد أراضي دول المجلس وأمن الملاحة البحرية في منطقة الخليج. وعبر الجانبان عن قلقهما العميق إزاء التدخل الإيراني المستمر في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون، ودعيا إيران إلى احترام المبادئ الدولية في هذا المجال، مطالبين طهران بالوفاء بالتزاماتها الدولية بموجب اتفاقية منع نشر الأسلحة النووية وقرارات مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفيما يتعلق بقضايا المنطقة، أكد الجانبان الالتزام المشترك بالعمل نحو تحقيق سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط، والعمل على تحقيق حل شامل للنزاع العربي الإسرائيلي بما في ذلك حل الدولتين. كما اتفقا على التنسيق بين الجانبين فيما يتعلق بالتحولات القائمة في منطقة الشرق الأوسط، واستمرار الدعم القوي للرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته، ودعوة المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات سريعة لدعم التنمية الاقتصادية في اليمن. ورحبا بالخطوات التي اتخذها اليمن نحو إعادة هيكلة القوات المسلحة، وحث اليمن على سرعة بدء الحوار الوطني كخطوة أساسية لتنفيذ المبادرة الخليجية. وفيما يتعلق بسورية، عبر الوزراء عن القلق حول الأزمة الإنسانية في سورية الناتجة عن قمع النظام السوري لشعبه، كما عبروا عن قلقهم البالغ إزاء التداعيات الإقليمية الخطيرة للأزمة في سورية، وأدانوا الاستخدام المتزايد للقوة والعقوبات الجماعية التي يرتكبها النظام السوري، بما في ذلك القصف العشوائي واستخدام الطائرات الحربية ضد المدنيين، وأعادوا تأكيد دعوتهم للرئيس بشار الأسد للتنحي. وعبروا عن قلقهم مما نتج عن التدهور اليومي في الأوضاع الإنسانية من زيادة في عدد اللاجئين في الدول المجاورة، ودعوا المجتمع الدولي إلى دعم الشعب السوري في سعيه إلى تحقيق دولة ديموقراطية تحترم حقوق جميع المواطنين. ودعا الوزراء إيران إلى تحمل مسؤولياتها الدولية بموجب اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية وقرارات مجلس الأمن، وإلى التعاون بشكل كامل وشفاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والالتزام جديا بعملية دبلوماسية بناءة مع مجموعة (5 + 1) لاستعادة الثقة الدولية في الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني. وأعاد الوزراء التأكيد على أهمية وفائدة (منتدى التعاون الاستراتيجي) بين الولاياتالمتحدة ومجلس التعاون باعتباره آلية فعالة لتعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وحددوا أولويات العمل للجان المشتركة خلال الفترة القادمة، ووجهوها بالاجتماع بصفة دورية لمناقشة القضايا المنبثقة عن هذا المنتدى.