عقد أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وبمشاركة معالي أمينها العام الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، في فندق والدورف استوريا بنيويورك مساء أمس الاول اجتماعهم الوزاري الثاني مع معالي وزيرة الخارجية الأمريكية السيدة هيلاري كلينتون في إطار "منتدى التعاون الإستراتيجي بين مجلس التعاون والولاياتالمتحدة" الذي تم تأسيسه في 31 مارس2012 بهدف تعزيز التعاون بين المجلس والولاياتالمتحدة في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية. إدانة الفيلم المسيء .. والاتفاق على رفض جميع محاولات ازدراء الأديان وجرى خلال الاجتماع الذي ترأسه من الجانب الخليجي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير خارجية "دولة الرئاسة الحالية "، استعراض لسير العمل في منتدى التعاون الإستراتيجي ، كما تم بحث سبل تعزيز أعمال المنتدى من خلال تعميق وتوسيع علاقات التعاون الإستراتيجي بين الجانبين، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك. تعزيز التعاون السياسي والعسكري بين الجانبين بهدف الحفاظ على السلام في المنطقة وأدان الوزراء في مستهل البيان الذي صدر في ختام أعمال المنتدى الفيديو المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، وأكدوا رفضهم لجميع محاولات ازدراء الأديان. كما أكد البيان على رفض جميع أشكال الإرهاب والتطرف، وإدانة الهجمات التي وقعت على سفارات الولاياتالمتحدةالأمريكية وغيرها في الأسابيع الأخيرة، وما أدت إليه من خسائر في الأرواح والممتلكات. بحث تداعيات الأزمة السورية .. وتجديد الدعوة للرئيس الأسد بالتنحي وتضمن البيان النقاط التالية المتعلقة بالتعاون الإستراتيجي بينهما: التزام الجانبين في ضوء التحديات التي تواجه المنطقة، بتعزيز التعاون السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي بينهما، بهدف الحفاظ على السلام والأمن والاستقرار والرخاء في منطقة الخليج والشرق الأوسط، ومواجهة التهديدات ضد أراضي دول المجلس وأمن الملاحة البحرية في منطقة الخليج. عبر الجانبان عن قلقهما العميق إزاء التدخل الإيراني المستمر في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون، ودعيا إيران إلى احترام المبادئ الدولية في هذا المجال. الترحيب بتشكيل لجنة أمنية مشتركة بين مجلس التعاون والولاياتالمتحدة، في إطار منتدى التعاون الإستراتيجي، للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب وأمن الحدود والمياه الإقليمية. الترحيب بالتوقيع في25 سبتمبر 2012م في نيويورك على الاتفاقية الإطارية للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والفني لتعزيز التعاون بين الجانبين في هذه المجالات، كرافد لأعمال المنتدى. تعميق التعاون بين مجلس التعاون والولاياتالمتحدة في مجال الدفاع الصاروخي، باعتبار ذلك عنصراً أساسياً في جهودهما لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. تثمين التعاون الوثيق القائم بين الجانبين في مجال الأمن البحري، والتشجيع على اتخاذ خطوات إضافية لتعميق وتنسيق تلك الجهود، والترحيب بالخطوات التي اتخذتها دول المجلس فيما يتعلق بتأسيس مركز العمليات الملاحية في مملكة البحرين، وبرغبة الولاياتالمتحدة في المشاركة في أعماله، بهدف العمل على تحقيق المواءمة بين القوات البحرية، وتقريب إجراءات الاتصالات البحرية، وزيادة العمليات البحرية المشتركة بين الجانبين، وتعزيز التعاون في مجال مكافحة القرصنة وسلامة الملاحة البحرية. الترحيب بالجهود القائمة لتعزيز القدرات الدفاعية لدول المجلس والولاياتالمتحدة في منطقة الخليج، للحفاظ على حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية، وردع أي تهديدات لإغلاق مضيق هرمز، أو عرقلة التجارة الإقليمية أو الدولية. وتشمل هذه الجهود زيادة التحركات العسكرية، الجوية والبحرية، التمارين الثنائية والجماعية المشتركة، نزع الألغام، وتحسين الدفاعات الجوية والصاروخية الإقليمية. وأبدوا ارتياحهم لمشاركة دول المجلس في تمارين سبتمبر2012 المخصصة للإجراءات المضادة للألغام، كخطوة أولى للتنسيق في الأمن البحري. دعم الجهود المستمرة لتطوير وتوسيع التعاون بين مجلس التعاون والولاياتالمتحدة لمكافحة انتشار الأسلحة النووية، بناءً على الجهود التي بدأت في ورشة العمل المخصصة لذلك، المنعقدة في دبي،في مارس 2012 . ومطالبة جمهورية إيران الإسلامية بالوفاء بالتزاماتها الدولية بموجب اتفاقية منع نشر الأسلحة النووية وقرارات مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفيما يتعلق بقضايا المنطقة، أكد الجانبان الالتزام المشترك بالعمل نحو تحقيق سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط، والعمل على تحقيق حل شامل للنزاع العربي الإسرائيلي، بما في ذلك حل الدولتين. كما اتفق الجانبان على التنسيق بين الجانبين فيما يتعلق بالتحولات القائمة في منطقة الشرق الأوسط، واستمرار الدعم القوي للرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، والذي تجلى في مؤتمر أصدقاء اليمن في 27 سبتمبر 2012 في نيويورك، وللانتقال السياسي السلمي للسلطة في الجمهورية اليمنية، ودعوة المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات سريعة لدعم التنمية الاقتصادية في اليمن ومساعدته في تلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة. ورحبا بالخطوات التي اتخذها اليمن نحو إعادة هيكلة القوات المسلحة، وحث اليمن على سرعة بدء الحوار الوطني، كخطوة أساسية لتنفيذ المبادرة الخليجية. وأكدا على دعمهما لجمهورية مصر العربية، وعلى أن النجاح الاقتصادي أساسي لتوفير الظروف اللازمة لتحول مستقر وآمن في مصر. وفيما يتعلق بسورية، عبر الوزراء عن القلق حول الأزمة الإنسانية في سوريا الناتجة عن قمع النظام السوري ضد شعبه، كما عبروا عن قلقهم البالغ إزاء التداعيات الإقليمية الخطيرة للأزمة في سورية، وأدانوا الاستخدام المتزايد للقوة والعقوبات الجماعية التي يرتكبها النظام السوري، بما في ذلك القصف العشوائي واستخدام الطائرات الحربية وطائرات الهيلوكبتر ضد المدنيين، وأعادوا تأكيد دعوتهم للرئيس بشار الأسد للتنحي وإفساح المجال للبدء في التحول الديموقراطي، وفقاً لبيان مجموعة العمل السورية في 30 يونيو 2012 م . وأدان الجانبان جميع أنواع القتل والتعذيب والاعتقال، وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي في سورية، وتعهدوا بالعمل على محاسبة كل من يرتكب تلك الانتهاكات. وعبروا عن قلقهم مما نتج عن التدهور اليومي في الأوضاع الإنسانية من زيادة في عدد اللاجئين في الدول المجاورة، ودعوا المجتمع الدولي إلى دعم الشعب السوري في سعيه إلى تحقيق دولة ديمقراطية تحترم حقوق جميع المواطنين. وعبرا عن قلقهما البالغ إزاء دعم إيران للنظام السوري، عسكرياً ومالياً، وجهودها المستمرة لتوسيع برنامجها النووي وزيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب، منتهكة بذلك التزاماتها الدولية. ودعا الوزراء إيران إلى تحمل مسؤولياتها الدولية بموجب اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية وقرارات مجلس الأمن، وإلى التعاون بشكل كامل وشفاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والالتزام جدياً بعملية دبلوماسية بنّاءة مع مجموعة (5+1) لاستعادة الثقة الدولية في الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني. وأعاد الوزراء التأكيد على أهمية وفائدة "منتدى التعاون الإستراتيجي" بين الولاياتالمتحدة ومجلس التعاون، باعتباره آلية فعالة لتعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك ، وحددوا أولويات العمل للجان المشتركة خلال الفترة القادمة، ووجهوها بالاجتماع بصفة دورية لمناقشة القضايا المنبثقة عن هذا المنتدى.